بروفايل : الشهيد علي لمارتين من أبطال ثورة التحرير الجزائرية المجيدة “

محمد غاني _ الآن

كان أبيض البشرة ؛ طويل القامة (1 م90 سم) مفتول العضلات ؛ شجاعا ؛ جريئا دائم النشاط و الحيوية كان ينام منذ صباه مفتوح العينين ذلك هو البطل شعشوع علي الملقب ب” سي علي لمارتين ” من مواليد 1923 ببقعة البساكرة دوار شوشاوة بلدية الكريمية لمارتين سابقا ؛ عاش يتيم الأبوين و قبل أن يسجل صفحات بطولية خالدة أثناء الثورة التحريرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم التحق بصفوف الخدمة العسكرية الفرنسية مرغما كبقية الشباب الجزائري انذاك في 04/04 /1944 و شارك في الحرب العالمية الثانية و هو جندي ضد الالمان من جهة و في الهند الصينية من جهة أخرى و لما أظهر شجاعة فائقة و فطانة خارقة أدمجته السلطات الفرنسية في صفوف جيشها الخاص ليقضي 8 سنوات برتبة عريف اول لكن هذا البطل الكبير كان يمتاز يغيرة وطنية حيث لم يخف نواياه الواسعة عن اخوانه الجزائريين المقربين منه بوجوب محاربة الاستعمار الفرنسي و انطلاقا من هذه الافكار الوطنية المخلصة كان على صلة وطيدة بمناضلي حزب الشعب الجزائري فكان يقوم بنشاطات سياسية هامة تتمثل في توعية معارفه المنخرطين في الجيش الفرنسي بوجوب خوض ثورة مسلحة ضد الاستعمار باعتبار أن الجزائر بلاد الجزائريين وحدهم و كان يغرس فيهم روح الثورة و حب الوطن و على هذا الأساس كان الشهيد يؤمن بضرورة الكفاح المسلح وقد سرد احد رفاقه في الثورة حادثة جرت له تبرز مدى وطنيته و غيرته على الجزائر و الجزائريين حين رفض اوامر قادته الفرنسيين عندما أرسلوه على راس فرقة عسكرية لتكسير محلات و دكاكين الجزائريين الذين قاموا بشن اضراب بوادي الفضة ولكن علي شعشوع قام بتكسير دكاكين اليهود و الفرنسيين ايضا مما أدى بهم الى رفع شكوى ضده فاتهمته السلطات الفرنسية بعصيان أوامرها و شككت في اخلاصه لها و تربصت به الدوائر لاعتقاله الى أن تفطن لذلك و التحق بالثورة التحريرية قبل أن يلحق الفرنسيون به الأذى و قام بعدة هجمات على جيش العدو منها على الثكنة التي كان بها مظهرا شجاعة و تضحية لا تضاهى و بلغت شجاعته أن هاجم ذات يوم و في وضح النهار فرقة فرنسية في الطريق المؤدي الى سد وادي الفضة الكبير و بعد معركة قصيرة تحول الى الجبال المحاذية دون أن يصب بأذى و إستمر بعد ذلك في مهاجمة الفرنسيين الى أن سقط شهيدا رحمه الله حينما كان يعقد جلسة تحسيسية بوجوب و اهمية الالتحاق بالثورة لسكان بقعة البساكرة التي ينحدر مولده منها و اذا بالقوات الفرنسية تطوق مكان تواجده و تحاصره من كل جانب و استطاع بخفته الفائقة أن يفلت من القتل المحقق و تحول نحو المكان المسمى عنصر الجرب و بعد تجاوزه بقليل اعترضه كمين للفرنسيين الذين اطلقوا عليه وابلا من الرصاص فمات شهيدا و هو يرد بطلقات نارية مكثفة و لم يستطع الجيش الفرنسي مداهمة مكان استشهاده بعد هبوط الليل و انتظروا حتى انبلاج الصباح حيث وجدوه مستشهدا و بجانبه سلاحه رحمه الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى