الثقوب السوداء قريبة منا
🖋بقلم عبد الدائم الكحيل
العلماء يكتشفون بشكل مؤكد ثقباً أسود عملاق في مركز مجرتنا، يبلغ أربعة ملايين ضعف الشمس، والعجيب أن القرآن قد أشار لهذه المخلوقات المرعبة، لنقرأ ونتدبر…
الثقوب السوداء ظاهرة كونية مرعبة استهوت العلماء منذ قرن من الزمان ولازالوا يحاولون اكتشاف أسرارها، وأخيراً تمكنوا من العثور على أدلة تثبت أن هذه الثقوب موجودة في مجرتنا، وبأوزان ثقيلة جداً، تزيد على أربعة ملايين ضعف وزن الشمس!! وهذا خبر جاء على موقع وكالة الأنباء الألمانية يقولون فيه: خبراء ألمان يتوصلون إلى دليل على وجود ثقب عملاق في قلب درب التبانة.
فقد قال فريق من علماء الألمان من معهد ماكس بلانك إنهم توصلوا إلى ما يعتبر أقوى دليل على وجود حقيقي لثقوب سوداء بالغة الضخامة في مركز مجرة درب التبانة، كما تمكنوا من إجراء قياس شديد الدقة للمسافة بين الأرض ومركز المجرة. وقد كان علماء الفلك يتكهنون منذ عقود في إمكانية وجود ثقب أسود في مركز مجرة درب التبانة، لكنه بسبب مليارات النجوم الواقعة بين الأرض ومركز المجرة كان من المستحيل رؤية مكنون المركز. وأما الآن فإنه تأكد وجود ثقب أسود هائل في المركز “بما لا يدع أي مجال للشك”.
وقد أجرى علماء معهد ماكس بلانك لفيزياء الفضاء في جارشينج قرب ميونيخ دراسات استمرت 16 عاماً على 28 نجماً يدور حول مركز درب التبانة. وبدراسة تحركات هذه النجوم يقول العلماء إنهم تمكنوا من تحديد خواص الجسم الذي تدور حوله. وقال البروفيسور راينهارد جينتسل، رئيس فريق الدراسة: “الجانب الأبرز في دراستنا أنها قدمت ما يعتبر الآن أقوى دليل مستمد من الملاحظة على وجود حقيقي لثقوب سوداء بالغة الضخامة، ثم إن المدارات النجمية حول مركز المجرة تظهر أن التركز المركزي الهائل لأربعة ملايين كتلة شمسية لابد أن يكون ثقباً أسوداً لا يكتنفه أي شك معقول”.
تمكن علماء الفلك أيضاً من إجراء قياس شديد الدقة للمسافة بين الأرض ومركز المجرة وتوصلوا إلى أنها تبلغ 27 ألف سنة ضوئية. وللتغلب على المشكلة القديمة لاختراق الغبار النجمي والوهج المنبعث عن مليارات النجوم بين الأرض ومركز المجرة ركز العلماء على موجات الأشعة تحت الحمراء التي يمكنها اختراق سحب الغبار، وتعرف الكتلة المركزية للمجرة، والتي كان متصوراً لفترة طويلة أنها ثقب أسود عملاق، باسم “نجم ساجاتيريوس إيه”.
هل أشار القرآن إلى هذه الثقوب؟
يقول العلماء إن هذه الأجسام هي نجوم ميتة ولكنها ثقيلة جداً ضمن حيز ضيق جداً، وهي مقبرة للنجوم، وتبتلع كل ما يقترب منها، وتجري وتسبح في الفضاء، ومن شدة جاذبيتها فإنها تجذب الضوء فلا تعكس أي أشعة، ولا تسمح لأي ضوء بمغادرتها، فهي لا تُرى أبداً.
وبسبب ضخامة هذه المخلوقات وهي من الظواهر الكونية العظيمة جداً، فقد أقسم الله بها، وبصفاتها المميزة لها (لا تُرى، تجري، تكنس وتبتلع من يقترب منها) وقد لخص القرآن لنا هذه الصفات بثلاث كلمات، يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 15-16]. ومعنى (الْخُنَّسِ) أي التي لا تُرى، (الْجَوَارِ) التي تجري، (الْكُنَّسِ) التي تكنس الأجسام وتبتلعها.
وبما أن الله تعالى أقسم بهذه الثقوب المخيفة، إذاً لابد أن يكتشفها الإنسان يوماً ما لتكون دليلاً على صدق القرآن، ولابد أن يكون هذا الاكتشاف على أيدي غير المؤمنين، لتكون لهم برهاناً على صدق كتاب الله، وحجة عليهم يوم القيامة. لأن الهدف من هذا القسم هو إثبات أن هذا القرآن من عند الله، وطبعاً النداء موجه لغير المسلمين، لأن المسلم يؤمن بكل ما جاء في القرآن دون أن يطلب الأدلة المادية على ذلك.
أي أن هذا النص القرآني تضمن ثلاث معجزات مؤكدة:
1- سبق علماء الغرب في الحديث عن الثقوب السوداء.
2- أشار إشارة خفية إلى أن هذه الثقوب موجودة وسوف يتم اكتشافها، فكل شيء أقسم الله به، لابد أن يراه الإنسان سواء في الدنيا أو في الآخرة، ليكون برهاناً على صدق القرآن.
3- توجد إشارة خفية إلى أن الذي سيكتشف هذه الثقوب غير مسلم، وهذا ما حدث بالفعل، فالعلماء الذين اكتشفوا ذلك غير مسلمين، ولذلك وجَّه الله القَسَمَ إليهم فقال بعد ذلك في جواب القسَم: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [التكوير: 19]. وسؤالنا لكل من ينكر هذه المعجزات: هل جاء وصف الثقوب السوداء بهذه الدقة، بالمصادفة؟ أم أن هناك معجزة علمية بالفعل في هذا القرآن؟