لن يترك الجمل بلا حمل ؟
بقلم 🖋 سعود الثبيتي
نحن الاعلاميون القدامى اليوم يؤسف علينا ومأسوف على أمرنا وعلى تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا من المتابعين والمعاصرين لزماننا!
إذ لا يصدقون ما يقال عن ماضينا وكيف تبدلت الامور علينا بين ليلة وضحاها! وكيف أن صُناع الإعلام ورواده أصحاب الفخامة عمالقة الصحافة كضخامة ذلك الجمل مقارنة بحجم تلك النعامة سقطت من عقول الدخلاء وهي تملك كل مقومات البقاء إلى آخر يوم؟
الحقيقة نحن اليوم أشبه ما نكون بذلك “الجمل ” الذي وقع بين مخالب وأنياب قطيع من الضباع وبعض صغار الحيوانات المفترسة تترقب أن ينتهي الكبار لتأخذ حصتها مما تبقى منه بينما على رأسه تحلق الطيور الجارحة تنتظر دورها والخفافيش تتنظر لتشرب من دمه ليلا!!
برغم ذلك أن الجمل العملاق لم ولن يمت رغم كل هذه الأنياب المفترسة التي انغرست في لحمه وعظمه ودمه وما زال يركل بقدميه ويحاول أن يصارع الموت ولن تنال منه كل الانياب المهترئة مهما تنمرت وأدمت جسده العملاق..
نحن الإعلاميون القدامى كُتاباُ وصحافيين والذين ساهموا في صناعة الاعلام وأوجدوه من عدم واستماتوا في القيام به بأقلامهم وفكرهم وعطائهم سنزال نوجه الركلات لكل من سال لعابه وكشر عن أنيابه من المتسلقين!
لا أحد يصدق ما حل بإعلامنا كما لن يصدق المنصفون اليوم أنه بعد أن كان صرحا شامخاً تحول إلى مجرد سوشليات مقطعة متلونه متخلفة تتناثر منها السموم وتخريب العقول وتزاحمت بها الغثيث بلاسمين وتعلت المنابر العقول الواهية والفارغة يمحوها التوقيت وتنجلي كالسراب دون فائدة!!
كل ذلك لن تسقط الجمال وستظل شامخة كشموخ أسنامها وستركل كل ذوى الأنياب والمخالب ستمضي في صحراء الإعلام وستبحر فارضة أصالتها وجبروتها تعارك كل عوامل التعرية بكل فصولها.
وهكذا لم ولن يسقط الجمل بما حمل وليسقط المتسلقون …