زر القميص ..
بقلم : منى بابوري _ تونس
صعدنا الحافلة
و كان اليوم حارا
وجهي في وجهه
رغما عنا
نتبادلو النظرات
المكان ضيق
مكتظ بالراكبين
و الراكبات
كان من حين لآخر
ينزل عينيه
و كأنما يبحث
عن شيء ما
لا مجال للتحرك
للالتفات
سألته عن الساعة
قال زر القميص
ثم تردد و لم يكمل
و رد ساعتي معطلة
وددت ان اشاركه الحديث
و اقول زر القميص عندي
وجدته اعجبني
فاحتفظت به لنفسي
لكن كانت تغلبني الضحكات
فانزل عيني أبحث معه
و كاني لم أره قط
يتمتم بصوت خافت
انه أول يوم في العمل
و سأذهب دون زر القميص
ام ما العمل ؟
ادركت ان الأمر جاد و مهم
و علي ان أعيد الزر
و اقوم بدور البطل
نزل بعض المسافرين
بحثت قليلا
ثم قلت أتبحث عن هذا
قال نعم أجل
شكرا لك كنت قد فقدت
الأمل
اردت أن اكمل دور البطل
و قلت بخجل
هذا دبوس لي
امسك به الزر في القميص
قبل ان تصل
قال ما هذا الوجه الصبوح
اسعدني وجودك
هلا اعطيتني رقم هاتفك
فإني على عجل
قلت بزر واحد حصل
ما حصل
و اجبته مرتبكة
سانتظر بلهفة الى أن تتصل