*بين الشموع*

*بين الشموع*
الفصل السابع عشر
بقلم *سميرالشحيمي*

سلطان يطالع الصورة اللي بتلفونه فيها الشيك والمبلغ وأسم حامل الشيك خلى التلفون على جنب ودخل عليه ياسر وقال: تبي أجيبلك شي بومحمد؟
سلطان: لا مشكور وين كنت؟
ياسر: كنت أتكلم بتلفون مع المدام
سلطان: زين زين متى بيكون عرسك؟ من جهز بيتك من خمس شهور وسكنت فيه بروحك محد شافك أبد
ياسر: ملتهي بالدوام وتأثيث باقي البيت تعرف بروحك مشاغل الدنيا
سلطان : يالله الحمد لله ربي يتمم أمورك على خير
ياسر: اللهم آمين كيف شو صار بخصوص محمد وشو قالكم المحامي؟
سلطان غمض عيونه : بتنحل الأمور إن شاء الله خليني أنام اللحينه
وفي اليوم الثاني طلع سلطان من المستشفى ووصل بيته العصر مع رقيه وأخوه خميس ودخل البيت وشمعه ومريم يحضنون أبوهم سلطان ودمعت الفرح بعيونهن لسلامته ودخل غرفته وتمدد بسريره
رقيه : نورت البيت الغالي الحمد لله على سلامتك
سلطان : الله يسلمك الحمد لله
رقيه: الدكتور لزم علينا إنه نبعدك عن أي إنفعالات ومضايقات وتأخذ أدويتك بنتظام تسمعني؟
سلطان : إن شاء الله حاظرين يا دكتوره رقيه
شمعه: كلنا نكون دكاتره ونعتني فيك يا أبوي الغالي
مريم تمسك يد أبوها وتبوسها: كلنا فداك يا أبوي.
سلطان :الله لا يحرمني منكم يارب.
خميس عند باب الصاله بأعلى صوته: سلطان أنا أستأذن بروح إذا في شي وأحتجت إلى أي شي تواصل معاي بتلفون
سلطان: ربي يحفظك ومشكور على وقفتك معانا يا أخوي
خميس :واجب نحن إخوان مع السلامه
وراحت رقيه وشمعه ومريم المطبخ يجهزون جميع أنواع الأكل الصحي لسلطان
وفي المساء تحديدا بمحل الذهب مبارك موجود خلف مكتبه ومعاه خميس وهو يشرب القهوه
مبارك : طمني على سلطان كيف صحته اللحينه؟
خميس : الحمدلله في تحسن لكن السكري بادي معاه وياخذ حبوب السكري اللحينه
مبارك: كان الله في عونه مايستاهل بومحمد زعلت عشانه والله
خميس :وايد متعاطف معاه ما كأنك جالس أدور فرصه عشان تتزوج بنته
مبارك:أنا صح فيني من النذاله ولكن مب لدرجة أنه أكره سلطان وأنسى العشره اللي بينا بس الدور والباقي اللي طالع هو وياه من بطن واحد
خميس : شو قصدك يامبارك أن أنا أكره سلطان وحاقد عليه؟
مبارك: ما قلت ولكن أنت أتحب نفسك ومصلحتك فوق كل شي حتى لو على حساب أخوك وأعياله
خميس: كلامك صحيح ولكن مب لدرجة أن أتخلى عن أخوي أو أغدر فيه إذا في شي فيه مصلحة للجميع لازم الكل يستفيد
مبارك: على العموم ماعلينا أهم شي الأمور تمشي على حسب الفرص المتاحه لنا
خميس: شو راح تسوي يعني؟
مبارك: أنا سويت وخلاص بس باقي النتيجه
خميس : شو تقصد بالضبط؟
مبارك : راح تعرف بعدين
وفي بيت سلطان ومن بعد وجبة العشا وفي غرفة سلطان ورقيه تعطي سلطان أدويته وقال سلطان: وين البنات؟
رقيه: مريم بالمطبخ تغسل الصحون وشمعه تنظف الصاله
سلطان :نادي شمعه أبيها شوي
رقيه: لحضات
راحت رقيه فتحت باب الغرفه نادت شمعه وجات ودخلت الغرفه طلب منها أبوها تجلس جنبه جايه تطلع رقيه من الغزفه بس سلطان طلب منها تجلس وتسمع الكلام اللي يبي يقوله: سمعي بنتي يا شمعه أنتي أغلى بناتي وأحبهن لقلبي وأمك من جابتك وأنتي شمعة البيت
شمعه: أبويه الله لايحرمني منك أنت تاج راسي وافديك انت وأمي بروحي
سلطان مسك تلفونه وفتح الأستديو وأعطى التلفون لشمعه قالت: شو هذا يا أبويه؟
سلطان : هذا صورة شيك بمبلغ عشرة آلاف ريال وفيه أسمك
رقية مسكت تلفون وقالت: شو هذا الشيك ومن وين جاي وليش فيه أسم شمعه؟
سلطان : سمعي يا بنتي أخوج محمد بالسجن وطلعناه بكفاله وخليته يروح مسقط لحد ماتهدأ الأمور والريال قال بيتنازل عن القضية إذا دفعناله سبعة آلاف ريال وأنتي عارفه أخوج محمد ماباقي له غير شهرين وتبدأ المدارس ومانريد تضيع عليه وظيفته اللي كان يترياها من وقت ماتخرج من الجامعه
رقية: شو تقول يا سلطان أنت… قاطعها سلطان بحركة من يده وكمل: شمعه أنا تعبت وما قادر أسوي أي شي وأول مره أحس نفسي ضعيف وماعندي حيله ومكسور.
وغلبت دمعه بعين سلطان شمعه مسحتها بكف يدها وقالت: شو اللي تبيه مني وأنا حاضره يا أبويه بس أمرني
سلطان يمسك يد شمعه وقال: الشيك هذا هو خلاص أخوك من السجن وبنفس الوقت ماعرف كيف أقولها لك هو مهرك مقدم من مبارك الصايغ بمقابل خروج أخوج من السجن ويتنازل عن القضيه اللي رافعها علي بالمحكمه
رقية: كيف ياسلطان كذيه كيف تسلم رقبتك لمبارك؟
سلطان :يا رقيه ضربة وحده براس أتحملها ولكن ضربتين بالراس توجع ومابي أكون عنيد وضيع مستقبل ولدي محمد
رقية: بس مو معناته أن شمعه تكون هيه الضحيه
سلطان : أنا ما بقى شي بيدي أسويه مبارك من دون ما يكلمني رسل لي هاي الصوره لما كنت مرقد بالمستشفى وعرفت انه يقدم لي بنظره هوه حبل نجاة بس أنا أعتبرها حبل مشنقه يلتف برقبتي أنا وبنتي شمعه فحبيت أكلمها وتشوف اللي يناسبها ماراح أضغط عليج يابنتي إذا رفضتي هاي حريتك لأن أنتي صاحبة القرار وإذا وافقتي بتكوني أنقذتي أخوك
شمعه بعد صمت طويل قامت وطبعت بوسه على جبين أبوها وقالت: أنا موافقه أكون زوجة مبارك وراضيه تمام الرضا
رقية: أنا ماراح أوافق
شمعه تمسك يد رقيه: أمي لو سمحتي الله يخليج وافقي أنا وافقت عشان عايلتي ومثل مايقولون مصير البنت الزواج
رقيه وعينها تدمع: لكن مش مع واحد نفس مبارك
شمعه: هذا قدري ومكتوب ولازم يرضى الواحد بقضاءه وقدره دام هو من رب العباد أكيد بيكون خير لي ولكم
سلطان : أسمع دايماً بتضحية البنات عشان أهلهن ولكن إنها تصير معاي وفبيتي هذا اللي ماجى على بالي سبحانك ربي ويغطي سلطان وجهه ويبكي

يتبع….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى