( توأمان ؟! ).
يبعدان ، لكنهما لا يتفرقان !
من رحم واحدة، ولكنهما شتان !
في كل أرض يسكنان ، وأي مكان !
وكأنما هما حقيقة لا تتغير !
وقانون لا يتبدل !
ونظرية قائمة ، لا تقدم ؟
في كل حين ، و أوان ؟
أينما رحلنا نلقاهما !
في كل أرض ، وبين كل البشر !
وإن تباينت النسب ، أو المعدلات …
ولكن أحدهما ؛
بوجهه النضر ، المشرق المليئ بالعافية ، والشباب ، والسعادة، وجمال الحياة ،
متواجدا أبدا في القصور الفخمة !
والأزياء المترفة!
والولائم الباذخة!
وحفلات النشوة ، والسرور ! وإبتسامة الأيام،
وصفو الزمان ،
هو ؛
( الغنى) .
بكل مظاهره ودلائله، نعرفها جميعا ، ونتشوق إليها ، وهي هدف ، لطالما تمنيناه ، ونسعى إليه بلا ملل
وأما ذاك ؛
قبيح الوجه ، اشعث ، أغبر ، بكل مأساة في مظهره ، وحضوره ، يكرهه الجميع ، ويفرون منه ….!
سقيما ، عليلا، حزينا ، يلقي كدره ، فيؤذي غيره ، ويعلن بؤسه ، في وجود ضحاياه ؟ وهو ذلك الشر المدقع ، لو كان رجلا لقتله عمر رضي الله تعالى عنه .
هو ؛
( الفقر) .
وهما التوأمان المختلفان ، الأبديان ،
نجدهما في كل زمن ، وأمة ، ولا يفصلهما فاصل، ولا يوقف أثرهما ، مانع .
مهما تضافرت الجهود في غالب الأوضاع، وصدقت النوايا،
فهما الخالدان بكل مظاهرهما ؛الغنى ، و الفقر .
كالحياة ، والموت.
اللهم إجعلنا من عبادك الأغنياء ، المتقين .
وارحم عبادك الفقراء ، البائسين .
(نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ) .
هند هرساني .