لا بوعلي ولامسحاته

بقلم - عميد الإعلام د. عبد الكريم الوزان

د. عبد الكريم الوزان
د. عبد الكريم الوزان

مثل شعبي عراقي يتحدث عن فلاح خرج ليفلح الأرض من أجل كسب لقمة عيشه ، لكنه غاب وانقطعت أخباره ، ولم يعثر حتى على مسحاته . والمسحاة : ” قطعة معدنية مسطحة ومثلثة الشكل لها طرفان حادان وطرف ثالث مجوّف تثبت فيه ذراع خشبية، يقدر طولها بنحو متر ونصف ، وتستخدم في التعشيب وقطع النباتات البرية وجرف وقلب التربة”(١).

اليوم بعد الاعلان عن انتخاب رئيس جمهورية ورئيس للوزراء ، يتساءل الناس ، عن الجديد الذي سينفعهم ويمكث في الأرض ؟، وهل هذه التشكيلة الرئاسية ستختلف عن سابقاتها خلال عقدين من الزمن ؟، أم تصول وتجول ردحا آخر من السنين، وتجعجع ولايرى منها طحينا ، ثم تتوارى عن الأنظار كمثيلاتها ومعها ما خف وزنه وغلا ثمنه ، وتختفي كاختفاء أبوعلي ومسحاته.

العراقيون حاق بهم الأذى كثيرا وطويلا ، ويأملون في حكومة تتقي الله في شعبها وأرضها وسيادتها وتأريخها وثرواتها، حكومة تعزز من الوطنية ، وترسخ عقيدة حب الوطن، وتكون بمنأى عن التبعية والولاء للأجنبي ، حكومة تعيش بعقلية الوالي الحكيم الأمين، لابعقلية المعارضة، حكومة تترفع عن الأحقاد والضغائن وتفتح ذراعيها لمواطنيها داخل وخارج العراق ، فتضمهم الى حنايا الصدور ليساهموا جميعا في بناء واعمار البلاد ويعيشوا حياة حرة كريمة.

يقينا فإن الرأي العام على تماس مع وسائل الاعلام البديلة أو الجديدة ، وصار الرأي العام ظاهرا ليس باطنا ، وفعالا ليس خاملا ، وثابتا تجاه الظلم وليس متغيرا ، ويميز بين الغث والسمين ، ولن تنطلي عليه بعد اليوم أحابيل الساسة وألاعيب و أباطيل أصحاب الدولة العميقة ، وسيسرهم اختفاء وضياع ابوعلي بلارجعة ، ولن يأسفوا حتى على مسحاته!!.

 

1- مسحاةً ، عامية ، رحمن الأهواز ، مايو ٢٠١٧

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى