المنظمة الدولية للثقافة والتنمية وحوار الحضارات ومرحلة التجديد في الأدب العربي.”

“المنظمة الدولية للثقافة والتنمية وحوار الحضارات ومرحلة التجديد في الأدب العربي.”

المنظمة الدولية للثقافة والتنمية وحوار الحضارات، منظمة مغربية عربية دولية، استطاعت في ظرف وجيز السيطرة على الساحة الثقافية العربية والفوز بالمرتبة الأولى عربيا من خلال لقاءات ثقافية وعلمية هادفة، لقاءات أقل ما يقال عنها أنها احترافية، أعادت إلينا دفء الثقافة والتثاقف والمثاقفة، وأعادت إلينا سنوات مضت من نهضة الأدب العربي التي انبعثت من وادي النيل، خاصة بعد الصدمة الأولى التي شعر بها العالم العربي إثر الحملة الفرنسية التي قادها نابليون الأول قبل نهاية القرن 18. وفي تلك الفترة كانت لوادي النيل حيوية المجد التاريخي المتأصل في الحضارة المصرية العريقة، وحيوية اللغة العربية بثقافتها الحيوية والفكرية.
والمنظمة هنا كأنها انبعثت من تلك الحقبة غير أنها لم تحاكي سطوة الحضارة الغربية آنذاك، بل جددت في الأدب العربي نحو تبني كل أشكاله من خلال منبرها الذي لا يضاهيه أي منبر من المنابر التي سادت في مواقع التواصل الاجتماعية الحالية. وكأنها تأخذ الثقافة والأدب العربي من مرحلة النقل الآلي إلى مرحلة النقل المتصرف، إلى مرحلة الاستقلال المبتدئ المتعثر، إلى مرحلة أخيرة وهي مرحلة الاستقلال المتمكن من نفسه وغايته.
وما يميز لقاءات المنظمة، هو التنوع الباهر في المواد الثقافية، والحنكة والتجربة في التعامل مع التقنية، لتسيطر تقنيا في إيصال برامجها إلى كل موقع إلكتروني خاص بالتواصل الاجتماعي، الفيسبوك تويتر لينكدن وقناتها في اليوتيوب، وهذا هو التجديد الذي نقصده في المقال، وهو تجديد يحتاج إليه الأدباء والأدب العربي.
وقد أخذنا منبر المنظمة إلى ما يسمى ب”السعة العالمية” حيث لا اختلاف فيه بين طلاب الثقافة الإنسانية، إذ اتسع منبرها لكل موضوع من الموضوعات الإنسانية المشتركة، فنجد التونسي “مهدي غلاب” الشاعر الفنان التشكيلي، يبحر في لقاءات عن الجماليات، والناقد المغربي “حسن بوسلام” يبدع في نبش ذاكرة الثقافة المغربية، والشاعرة المغربية “هند فالكو رمضاني” تغازل كل جديد في سلسلتها ”في حضرة كتاب”، والجزائرية الأردنية الناقدة “وداد أبو شنب” تعيد للنثريات تجديدا ضروريا في الخطاب، والشاعر المغربي “محمد امحيندات” يفتح بابا سريا في حياة الشعراء من خلال برنامج مميز أسماه “دردشة مع شاعر/ة”.
والفضل كل الفضل بتعرفي على المنظمة يعود إلى إعلاميين من لبنان، من خلال برامجهما المتنوعة ما بين الأدب والعلوم والطب والسياسة، “إيمان عبد الملك” و”كميل عبد الله”. وفي نفس الوقت تعمل المنظمة على نشر الثقافة المغربية من خلال لقاءات سياسية وفكرية مع الصحفي “عبد الله العبادي”.
وكل هذا التنوع الجاد نسميه ب”السعة العالمية”، ولهذا فالمنظمة الدولية هي ظاهرة عالمية برزت من دولة المغرب بين أمم الحضارة الحديثة، وتبقى آية من آيات الصيغة العالمية التي ترتقي بالمشهد الأدبي العربي.
وتجدر الإشارة هنا أن المنظمة تستعد لمهرجان 100 شاعرة وشاعر الدورة الثانية، هذا المهرجان الذي تفوق على أي تظاهرة ثقافية في العالم، وسنعود إليه بمقال مفصل مستقبلا.
والشكر والتقدير لرئيسها السيد “محمد الشيخ”.
آية محمد بن راشد
وزارة الثقافة القطرية
قطر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى