الإحتفال بذكري المولد النبوي بين السُنَّةِ والعادة


الشاعر د : ناصر الدسوقي

تحتفل وتحتفي الأمةُ الإسلاميةُ جمعاءَ هذه الأيام
بذكري المولد النبوي الشريف
وتختلف وتتعدد مظاهر الإحتفال بين الإحتفالات والمدائح وحلقات الذِّكر والندوات الدينية ،
وأيضا حلوي المولد التي أصبحت مقترنةً بذكري المولد النبوي الشريف ،
جميلٌ أن نري مثل هذه الأمور التي إن دلَّت فإنما تدُلُّ علي محبتنا بل عِشقِنا لسيدنا المعصوم صلواتُ ربي وتسليماته عليه ،
لكن الإحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مرتبطًا فقط بذكري المولد ،
وإنما في كلِّ وقتٍ وحِين ،
لكن ليس هذا هو لُبُّ الموضوع ،
تقولُ أنكَ مُحِبًّا لسيدنا رسول الله وتنهرُ أُمُّك وتعُقَّها ،
تقولُ أنكَ مُحِبًّا لسيدنا رسول
وتُؤذي جيرانك بالقولِ والفِعل ،
تقولُ أنكَ مُحِبًّا لسيدنا رسول
وترتكبُ المعاصي وتأتي المُوبِقات ،
تقولُ أنكَ مُحِبًّا لسيدنا رسول
وتتفننُ في إيذاءِ الناسِ وذِكرُهم بما ليس فيهم ،
تقولُ أنكَ مُحِبًّا لسيدنا رسول
وتكذِبُ وكأنكَ لا تعرِفُ لِلصِّدقِ سبيلا ،
تقولُ أنكَ مُحِبًّا لسيدنا رسول
ويكادُ ناظِريكَ يخرجنَ مِن مكانِهما مِن النَّظرِ لما حرَّمَ اللهُ ونَهَي عنه سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وتترُك صلاتَكَ وتُفطِرُ رمضانَ بِغيرِ عُذْر ،
فمَحبةُ النبيِّ ليست أقوالّا تُقال ،
وإنما تطبيقٌ في الأفعال ،
أِجعل مَحبَّةَ رسولكَ الكريمِ مُقترِنةً في كلِّ أفعالك ،
أوليسَ هو مَن قال في حُجةِ الوداعِ ” تركتُ فِيكُم ما إن تَمسَّكْتُم بهِ لن تَضِلُّوا بَعدِي أبدا ،
كِتابَ اللهِ وَسُنَّتِي ”
وقد قال ربنا عز وجل في مُحكمِ التَّنزيلِ
اعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ
” وأطِيعُوا اللهَ والرسولَ وأُلِي الأمرِ مِنكم ”
لذا أقولُ
إن كان قلبُكَ مِثلَ قولِكَ يُولَعُ
هل مُقلتاكَ بِذِكرِ أحمدَ تَدمَعُ
تُحصِي بيوْمِكَ فوقَ ألفِ تحيَّةٍ
والقلبُ يَخفِقُ بالضُّلوعِ ويَخشَعُ
وإذا المُؤذِّنُ للصَّلاةِ مُنادِيًا
أصْغَيتَ حقًٌا للأذانِ وتَسمَعُ
وإذا أتيتَ إلي الوَضُوءِ طَهارةً
للماءِ تُسرِفُ أم قليلُ يُقنِعُ
وإذا دَخلتَ إلي الصلاةِ مُلبِّيًا
هل ركعتينِ لِسُنَّةٍ أن يُركَعُوا
وإذا وقَفتَ بصَفِّها مُتلاصِقًا
تَنسَي الدُّنا أمِ الهُمومَ تَجمَّعُوا
وإذا بَلغتَ مِن التَشَهُّدِ أِسمَهُ
الدَّمعُ سالَ أم العُيونَ تَمَنَّعُوا
والجارُ هل تُعطِي لِحقِّهِ مِثلما
أَوصَي الأمينُ بجارِ سَبْعٍ يَقبَعُ
وإذا وَجدتَ لُقَيْمَةً فوقَ الثَّري
أتُراكَ تُمْسِكُ نَحْوَ فِيكَ وتَرفَعُ
والأُمُّ إن نادَتْكَ هل لَبَّيتَهـا
وهَمَمتَ أن تُصغِي إليها وتَسمَعُ
شعر د ناصر الدسوقي
فلنجعل محبتنا للنبيِّ مُقتَرِنَةً بأفعالنا ،
فهذه هي المحبةُ الحَقَّة ،
وهذا هو الإحتفالُ الأمْثَل ،
وكل عام والجميع بخير وصحة وعافية وستر ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى