صيف الأحزان..

بقلم شاكر هاشم محجوب – جدة

كم كان هذا الصيف ضيفاً ثقيلاً مقيتاً بكل أحواله ، أدخلني عنوة في بحر الأحزان ، تشتتت وتبعثرت فيه أفكاري وجوارحي ، بت فيه غريقاً أحاول أن اتشبث بأي بارقة أمل حتى وإن كانت إبتسامة كاذبة ، تعيدني إلى شط الحياة ، أنعم فيها وأعود كسابق عهدي لا أخشى اليوم او الغد.

أصبحت محبط المشاعر ، يحيط بي اليأس من كل صوب وحدب ، الجميع حولي ولكن لا أرى أحد منهم أسمع ضجيجهم ولا أستطيع تمييزهم ، لاهي مع نفسي في ملكوت خارج الحدود. أتيت يا صيف ولم تكن كأي صيف ، دفنت بقدومك كل الأشواق ، وجعلت من روحي مسكناً وملاذاً للأنين والنحيب ، افتقدت سحر أجواءك ومساءتك المفعمة بالحيوية والنشاط افتقدت لذلك الإحساس الممزوج بالفرح والضحك وبالطمانينة والسكينة.

عدت يا صيف بثوب لا يليق بك ، ثوب احتواني بكل مقاساته المختلفة ، عدت وغابت نكهة نسائمك المقترنة تارة بقطرات الندى في فجرك الرطب وتارة بأنفاسك الدافئة وسط رياحك المتقلبة ، عدت لتتغذى من أوجاعي وترتوي من دموع اتراحي.

عدت يا صيف وليتك لم تعد ، ارحل بلا وداع او عزاء وسأنتظر مقدم الشتاء بفارغ الصبر عله يداوي جراحي ويحتضن الآمي ففيه أجدد أيامي واستكين في أجواءه الشاعرية، يغمرني بالدفء والحنان والعطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى