إليك قهوتي
بقلم : الكاتبة رزق الله حنين _ الجزائر
في المساء تنعشني نسمة الخريف..
وحفيف الاشجار يتراقص على موسيقى الحاج ڨروابي..
امشي إلى المطبخ ورأسي يكاد ينفجر..
نعم محبوبتي سكنت رأسي الممتلئ بالهموم..
شغلت النار التي تحرق اوجاعنا..
ووضعت الماء عليها تغلي..
ثم اضع عليها البن..
فأراهما يغليان كالبركان الثائر..
هنا تنبعث رائحة القهوة..
تنعش وجداني..
تهدئ روحي..
اسكبها في الفنجان وازودها بحبيبات السكر..
كي تنكه مرارة الأيام..
ثم احرها كي تختلط الامنيات بالآهات..
فأرى الدخان يثور منها..
قهوتي غاضبة مني..
قهوتي تلموني وتلفح على وجهي غضب القصيد..
قهوتي لاتيأسي..
اعتذر منك عن الغياب…
فأنا اهوى المطر..
واهوى ايلول..
واهواك ايضا…
اهوى كل ماهو اسود وغامض مثلك..
اهوى كل ماهو مرٌ وحلو مثلك…
كما اهوى مرافقتك بكلمات سرمدية..
تتراقص على نبضات الناي الحزين..
وانا بغربتي اشدو مآسي الحياة..
واكتبها على صفائح الرملات..
حبيبات الرمل تشبهك ايضا ياحلوتي…
والحروف ايضا تشبه حلاوتك ياقصيدتي..
وانا كالطفلة الخجولة..
امسك بيدك المكسورة..
اساندك كي لا تقعين او تنسكبين على فستاني الأنيق..
وانت الاناقة ياجميلتي..
بربك ماذا فعلتي بي..
لقد صرت اعشقك كما لو اعشق اميري صاحب القشابية..
ترى هل هو ايضا يحتسي قهوته المسائية..
لا ادري…
اما انا فأحتسي حروفي كي ارتوي شعرا عندليبيا…
واخطه في جريدة الامل…
ياقهوتي تراقصي على يدي..