ترانيم من الجبل الأخضر
بقلم : طالب بن علي الخياري
الجبل الأخضر بالنسبة لي وتحليلي المتواضع هو موقع سياحي من الطراز الأول أوجده وأبدعه الرحمن (( جل جلاله )) وقام القاطنون فيهعبر العصور بتطويره وإعماره وفي سبعينات القرن الماضي فاضت فيه خيرات الدولة بجم مشاريعها فأصبح بين ليلة وضحاها مقامامتميزا ومزار سياحيا فريدا من نوعه لا يضاهى ؛ لقد تشرفت بزيارته مع كوكبة من القامات الإعلامية من أعضاء جمعية الصحفيين العمانية للمشاركة في ملتقى الصحفيين التي تحتضنه هذا العام ولاية الجبل الأخضر بعد صدور المرسوم السلطاني رقم (36/2022). برفع مستواها الإداري من نيابة إلى ولاية ؛ حيث مثل لي القلعة الصامدة والحصن الحصين فعند الصعدة أحسست بفخامة المكان بعد أن حدق نظري إلى النقطة الأمنية هناك بدأت أضغاث الأحلام تتشكل في قلبي متدفقة على صورة أحلام اليقظة ممتزجة بالشوق ؛ وأنا امتطي المركبة كنت أتطلع إلى جنبات الطريق التي ما زالت تذكرني بمسقط رأسي ولاية الحمراء وقمة جبل شمس الشاهقة فهناك نقاط مشتركة بين الموقعين إلا إن الفروقات تكاد تكون منعدمة اليوم سأسترسل حديثي الشيق لأتحدث عن زيارة تضاهي ألف ألف زيارة لبلدان ومواقع زرتها من قبل لكن أختلف الوضع هنا لقد شدني بأمانة وبدون أية تكهنات ومبالغات الحبل الأخضر بتضاريسه الجميلة وأجوائه الباردة ؛ البعض يستغرب من تسمية الجبل بالأخضر حيث لا يمثل الغطاء النباتي فيه إلا الشيء اليسير ومن حسن الظن بهم بالتأكيد هم لا يعلمون أو ربما لم تمر عليهم المعلومة أن سبب التسمية هو اخضرارصخوره وحجارته ربما لا تظهر خفايا اللون الأخضر للشخص الذي ينظر ويطل إليه لأول مرة إلا ان المتفحص فيه سيراها بلا شك ، في رحلتي أسطول من مركبات الدفع الرباعي متجهة إلى الجبل الأخضر ناقلة أسرى القلم والكاميرا وأرباب الصحافة والإعلام والبسمة والفرحة تخيم على محياهم والحديث معهم يطول حول تاريخ الجبل والمراحل التي مر بها عن موقعه المتميز وقراه وأضفى علي البهجة والسرور في أول ليلة من ليالي الجبل هو الحفل المهيب الذي أقيم لافتتاح الملتقى ذلك الحفل الذي تم فيه عرض صور أبدعت فيها أنامل ذهبية خالدة صورت معالم وملامح تاريخية ومضيت سهرانا إلا ان وصلت إلى نهاية ليلتنا الأولى وحدث ما حدث فقد كادت أن تلقي بي عاصفة الشوق بعيدا ولم يهدأ لي بال حتى قمنا في صباح اليوم الثاني بزيارة الى مركز تحدي عمان وقرية بني حبيب أما إطلالة الأصال فتمتعنا بالطبيعة عن فرب حيث تحركت ساقينا للمشي من قرية العين إلى قرية الشريجة ليكون لنا طلة مسائية على مصنع الورد ليجتمع الركب بعد ذلك في مجلس المقصاد ورائحة البن تنتشر في كل زاوية من زواياه لتنتهي الحكاية في أمسية ليلية هناك تم اختصار كل المسافات في مشهد زينته الكلمة الطيبة والقصيد ؛ وأشرقت شمس يوم الجمعة فكنا مع موعد أخر وتجليات صباحية لزيارة مزرعة الورد التي كانت أخر عهدنا بالجبل لنودعه وداع المتلهف للبقاء فيه لنسرد في أعماقنا أحلى رحلة كادت أن تقوب قوسين أو أدنى لم نعرف فيها المرارة ولا النكد بل عرفنا الحب والتعاون والتكاتف والأمل والتفاؤل ولسان حالنا يتمتم متى لنا عودة إلى هذا المكان أما عقولنا فقد امتلأت بملفات من الصور الحية التي شاهدناها في هذه الرحلة المباركة فشكرا لبيتنا الثاني جمعية الصحفيين العمانية