هيثم السلام و المودة للأصدقاء
بِقلم – صلاح بن سعيد المعلم العبري
في الثامن من سبتمبر الجاري ، أصدر ديوان البلاط السُلطاني بياناً فيما يلي نصه : “ببالغ الحزن تلقى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – نبأ وفاة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة؛ حيث كانت الملكة الراحلة صديقة لسلطنة عمان وعرف عنها منذ اعتلائها عرش المملكة حكمتها الرائدة ومساهمتها في نشر المحبة والسلام في العالم أجمع طوال فترة حكمها البالغة سبعين عامًا، وإن عمان بفقدانها تفقد شخصية مرموقة”.
وتابع البيان:” وإذ تشارك سلطنة عُمان قيادة وحكومة شعب المملكة المتحدة في هذا المصاب الجلل؛ لتعرب عن خالص التعازي وصادق المواساة للعائلة الملكية الحاكمة وللشعب البريطاني الصديق”. وقد أصدر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أبقاه الله – أوامر سامية تقضي بتنكيس الأعلام في القطاعين العام والخاص وفي سـفارات سلطنة عمان في الخارج ليوم غد الجمعة الموافق التاسع من سبتمبر لعام 2022.
وفي الخامس عشر من الشهر الجاري أصدر ديوان البلاط السُّلطاني بياناً فيما يلي نصّه : ” محفوفًـا بعناية الله ورعايته؛ سيغادر يوم الجمعة الموافق السادس عشـر مـن سـبتمبر لعام ٢٠٢٢م- بمشيئة الله تعالى حضـرةُ صـاحبِ الجلالـةِ السُّـلطان هيـثـم بـن طـارق المعظـم – حفظه الله ورعاه – أرض الوطن العزيز متوجّهًا إلى المملكة المتحدة الصديقة لتقديم التعازي في وفاة الملكة إليزابيث الثانيـة وتهنئة جلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية ورئيس الكومنولث بمناسبة اعتلائه العرش في المملكة. حفظ الله جلالةَ السُّلطان المعظم في سفره وأوبته، وجعله ذخرا لعُمان وأهلها الكرام، وأفاء عليه بسائر النعم ظاهرها وباطنها، وجلالتُه يرفل في ثوب الصحة وكمال العافية والعمر المديد، إنه سميع مجيب الدعاء”.
أن علاقة سلطنة عُمان بالمملكة المتحدة الصديقة ليست وليدة الأمس المُنصرم بل علاقة راسخة بجذورها في أعماق التاريخ ، علاقة صداقة تعود لقرون خلت ، وكانت أول اتفاقية تم توقيعها بين البلدين الصديقين في عام 1646م. وخلال مسيرة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – شهدت علاقات الصداقة بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة تطوراً ونماءً وتعاوناً مشتركاً وتطابقاً في الكثير من الرؤى ووجهات النظر وتقارباً على مختلف الأصعدة والمستويات سواءً الشعبية والرسمية ، وعلى أساس واضح من الإحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين .
و ما البيانين الأخيرين الصادرين عن ديوان البلاط السلطاني في رحيل الملكة اليزابيث الثانية إلا تجسيد عن علاقة محبة وصداقة بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة ، وتعكس المكانة التي وصلت اليها ، وبما لايدع مجالاً للشك بأن مقام حضرة صاحب الجلالة مولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم – أيده الله – يولي هذه العلاقة جُل إهتمامه الكريم ، وأنه – أعزه الله – يسعى وبالشراكة مع الصديقة للمملكة المتحدة لفتح آفاق أرحب من التعاون المشترك ، من خلال الإرتقاء بمستوى هذه العلاقات وتعزيز أوجه هذا التعاون في مُختلف المجالات .
لقد كان للسلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – والملكة الراحلة اليزابيث الثانية دور كبير وفاعل في المستوى المتميز الذي وصلت اليه العلاقات العُمانية البريطانية ، والتي تنمو وتزدهر بين البلدين والشعبين الصديقين ، الأمر الذي حظي بالإهتمام من لدن مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى والقيادة في المملكة المتحدة .
إن إرساء دعائم المودة والمحبة والصداقة مع شعوب الأرض ، ما هو إلا إستمرار للمنهاج الحميد لسلطنة عُمان وقيادتها المظفرة ، من أجل السلام ، وتحقيق كل ما تصبوا اليه دول العالم من أمن وأمان وسِلم وسلام . وخير عميم لعُمان وطناً وإنساناً وللإنسانية جمعاء .
في السماء تُحلق ” نزوى ” أو ” صحار ” تُقل رمز الوطن الشامخ ، حبيب الشعب هيثم العز والمجد ، وأكف الضراعة تبتهل إلى الحق في عُلاه بأن يحيطه بعين رعايته وأن يحفظه بحفظه قائداً مُظفراً و رائداً مؤيداً بتوفيق الله تعالى على الدوام .