أرمينيا إلى أين؟… ملابسات المواجهات مع أذربيجان ومستقبل المنطقة
شيخ علي علييف – مدير القسم العربي في وكالة اذرتاج الرسمية في أذربيجان
أظهرت آخر حوادث التوتر على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، والذي أسفر عن مقتل عشرات الجنود من كلا الطرفين، مدى ضرورة إحلال السلام والاستقرار في منطقة جنوب القوقاز بأقصر وقت ممكن. لكن من لا يعيش آلام الحرب الدائرة بين هاتين الدولتين فلا يمكنه التقييم العادل للقضية. وخطواتهم التي تصب لمصالحهم الشخصية ولا تخدم الشعبين اللذين يعانيان من ويلات الحرب. لكننا نرى منظرا مغايرا في الشارع الأرميني الذي يقع تحت قبضة وتأثير اللوبيات الارمينية والأطراف المدعومة من قبلها. لا تسمح هذه الجهات لمجتمع ارمينيا بالتفكير السليم والمتأني. لذا، لا تستطيع أرمينيا من الخروج من هذا المأزق. لم تكن لديها قوة وقدرة على الحفاظ على الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها والان لا رغبة لها في التعايش السلمي مع الجيران. لأنها تسترشد بالأكاذيب والاساطير بدلا من الاستناد على التاريخ الحقيقي والواقع الجديد والتجربة التاريخية. وتجرها الى المأزق منظمات اللوبيات الارمينية المنتشرة في العالم. استرشادا لمبدأ “كرر الكذبة كثيراً بما يكفي وستصبح هي الحقيقة”، وتسعى اللوبيات الارمينية من خلال ذلك الى تأليب الراي العام ضد أذربيجان وشعبها من خلال الأكاذيب والصور المفبركة والكاذبة. تعرف هذه اللوبيات جيدا ان الناس يميلون الى تقييم الأشياء التي رأوها من قبل على انها صحيحة في الغالب بالرغم مما إذا كانت كذلك او لا؟
في هذا السياق، لا تخجل منظمات اللوبي الأرميني عند تقديم صور للبيوت المدمرة بالقصف المدفعي الأرميني على مدينة كنجه وبردعه في أذربيجان في حرب الـ44 يوما كأنها “بيوت الأرمن” تم تدميرها في الاستفزازات الأخيرة.
لم تستخلص أرمينيا ولوبياتها العبرة من التاريخ بأي شكل من اشكال . تستخدم صورا قديمة ومشهورة تعكس آلام الناس الاذربيجانيين في مجزرة خوجالي وكذلك صورا مشهورة من أحداث 20 يناير الدموية التي ابيد المدنيين فيها لتقديمها للرأي العام بأنها صور الارمن الذين قتلوا في سومغايت.
من هنا تدعو الحاجة الماسة الى حشد كل الجهود للتوصل الى الاستقرار والازدهار الدائم في المنطقة. وعلى الطرف الارميني ان يجلس حول مائدة المفاوضات الحقيقية ويناقش مع اذربيجان كل المسائل الشائكة والعالقة بينهما لإحراز نتائج ملموسة وإيجابية، خصوصا بعد ظهور الواقع الجديد في المنطقة نتيجة حرب الـ44 يوما بين أرمينيا وأذربيجان. ينبغي للطرف الأرميني ان يتطلع الى المستقبل بأعين ثاقبة وليست محجبة وضبابية ويتخذ موقفا بناء ا لتوفير السلام للشعب الأرميني. ويجب ايضا على المجتمع الدولي ان يدعو أرمينيا الى التحلي بالحكمة والتوقف عن تأجيج الكراهية عبر تحريف الحقائق التاريخية وصب الزيت على النار .