السياحة والسفر 3
شفاء الوهاس_جدة
خرجت من الفندق لاستمتع بأجواء تلك المدينة الريفية الجميلة.
وتوقفت عند ذلك الموقف والرجل العربي الذي كان صوته مرتفع وعائلته تقف جانباً
وتوقفت قليلاً ونظرت للمرأة رأيتها مبتسمة وفي قمة الإحراج ، وهي تنظر الي فأقتربت منها وسألتها مالخبر وماذا حدث معكم؟
انا قلقة بشأنكم وارجوك لاتعتبريه تطفل مني قالت : بصوت منخفظ ومهذب شكراً لإهتمامك ولكن زوجي هذا عصبي ومتعبفي السفر،
وأنه مصاب بالسكر وعنده الضغط وحدث موقف مع السائق ازعجه ، ولكن المفترض أن لايصل لهذا الحد من الإنزعاج لكنكما اخبرتك هو مريض :
وقلت : لها حاولي تهدئي الاطفال لانه واضح عليهم القلق والتوتر. فقالت : لاعليك هم اعتادوا على والدهم وابتسمت ليابتسامة رضا جميلة،
مماجعلني اصافحها واعتذر وانصرف وانا ادعوا الله ان يزيدها صبراً واحتساباً …
و حمدت الله وشكرته انني سافرت وحيدة بلا ازعاج من اي شخص فهذه المرأة مرهقة متعبة ومعها اطفالها ، ويعلم الله كيفحالتهم ولا تملك هذه الزوجة الطيبة الا الصبر والإنتظار ريثما ينتهي هذا الزوج الذي لايمسك نفسه عند الغضب
فالمسافر بمفردة ليس كالمسافر بعائلته واطفاله
فالاطفال يشكلون عبئاً في السفر بمتطلباتهم وتعبهم السريع …
حاولت ان اتناسى ماحدث وانطلقت امشي في الطرقات بين الاشجار الخضراء وصوت العصافير والسياح يمرون بمختلفالجنسيات والاشكال .. وكان المطر يهطل كأنه حبات لؤلؤ على ورق الاشجار العريضة ويحدث صوت جميل اختلط مع صوتالعصافير وينتج اجمل صوت للطبيعة …
ورأيت بالقرب من البحيرة مطعم جميل وغير مزدحم كغيرة واخترت مكان جميل وجلست وفتحت شنطتي لأخرج النقود ولم اجد محفظتي وعدت سريعاً الى الفندق لأحظرها حتى لايفوتني هذا المكان الجميل ، وعندما وصلت الفندق وجدت الشرطة وسيارة الإسعاف امام الفندق ورجال الشرطة منتشرون بالخارج وقفت مذهولة مما رأيت ، الرجل العربي ممسكين به ويقتادونه الىسيارة الشرطة التي تقف امام البوابة وحولها حشد من رجال الشرطة وموظفي الفندق. والرجل الاخر يحملونه الى سيارة. الاسعاف ، لا ارى اثار دماء ولا اي اصابات ، وعائلة الرجل يبكون ويتوسلونهم ان لايأخذون والدهم ، الزوجة والاطفال جميعهم في انهيار تام ، وذهبت لاستطلع الأمر
فأخبروني انه اثناء النقاش الحاد بين السائق والرجل العربي قام بدفعه ووقع ارضاً واغمي عليه ولم يعد يتحرك ….
العبرة هنا عندما تتكبد ايها الرجل المعاناة في جمع اموال للسفر وتأخذ عائلتك معك
لماذا لاتسعدهم وتترك التصرفات المزعجة في بلدك تجاهل ، تسامح ، طنش ، فأنت خسرت المال والجهد ومعك من يستحق أن تسعدهم
رغم انف من يحاول ان يصيبك بالتوتر والغضب ، تذكر دائماً ان لا احد يستحق ان تترك في ذاكرة ابناءك ورفيقة دربك ذكرى تؤامهم او تنغص عليهم حياتهم وسعادتهم في السفر، او غيره
لان العمر سيمضي وسيكبر الابناء ولايبقى لهم الا ذكريات الأمس ، فجعلها اجمل ذكرىٰ وانت تصرف الاموال لأجل سعادتهم. ولاتجعلهم يتمنون انهم لم يسافروا معك ولم يخرجو من مطار بلدهم بسبب عصبيتك وعدم قدرتك على تمالك غضبك والسيطرةعلى نفسك …
للقصة بقية ……