هل كان بيننا موعدٌ؟
هل كان بيننا موعدٌ؟
هل كان بيننا موعدٌ أخلفناه سوياً، ؟
موعدٌ لم نعلم عنه شيئاً أخفاه عنا القدر لسبب ما!
سنوات فرقة طويلة لم نعٍ مدى قسوتها ؛ لأن أحدنا لم يعلم بوجود الآخر؟!
هل كان بيننا حلمٌ حلمناه في ليلةٍ أُشرعت فيها أبواب السماء تستقبل الأماني وتحنو على الأرواح التى ملاها الضياع ؟!
مازلت أذكر كيف كنت أحتضن ذاتي الهشة في لحظات غربتي حتى لا تتفتت عندما كنت امرأة من زجاج ورماد .
كنت .. أهدهدها ، أمنيها بموعد مجهول معك ، بعهدٍ قطعته لنا الأقدار في صمت الوعود المؤجلة .
هل كان بيننا موعدٌ أن نلتقي عند ذلك المكان ؟!
هناك .. في المقهى ، تحت مظلته الصامدة في وجه الأعوام ، والرياح والمطر والشمس ، في ذلك اليوم الممطر المشمس ، في ذات الوقت .
هل ظل صامدًا ينتظرنا بلا مقعد نرتاح عليه ليذكرنا بالوقت الذي أضعناه والموعد الذي أخلفناه ؟
كم من سيناريوهات هائلة الروعة للأحداث العظيمة المرتقبة تخيلناها ولكنها باغتتنا بهدوءٍ شديد !
لم يصاحبها أوركسترا كونية ولا رعد أو برق يخطف الأبصار .. هي حدثت فقط ، كلمسةٍ من سحر الأساطير .. حتى أننا في أوقات كثيرة كنا نتعجب.. هل حدثت حقاً؟!
عندما أمسكت يدي تجذبني بخفة الساحر لتقبلني تلك القبلة التي كنت أعرف مذاقها جيدًا .. رقصتنا التي لم نرقصها أبداً ، أخبرني … هل كان بيننا موعدٌ؟
عندما احتضنت كفك بكفي مثل الطفلة ، وعندما قبلت يداي الواحدة تلو الآخره بكل وله العاشق ، وعندما كانت أصابعي تشابك أصابعك بكل شوق .. هل كان بيننا موعدٌ؟!
ألم تندهش يومها كيف يمكن أن يحمل فنجان قهوةٍ في مقهىً عتيق كل ذلك الصخب الذي لم يسمعه سوانا؟! وكيف شرب معنا قهوته بينما موسيقاه لم تزل تصدح تغازل قطرات المطر التي انهمرت بسخاءٍ فوق رؤوسنا؟
كيف ضجت لحظات الصمت بكل عبارات الشوق ، ترسم الابتسامة في المكان ، وتوقف السيارة هناك .. كان مدهشا والوداع موعدنا عند الغروب لتسكن شفتي بطعم شفتيك في إشراقةٍ لا تغيب؟!
قطعة الشوكولا الداكنة كيف أصبح لمذاقها لذة حبات الكرز .
هل كان بيننا موعدٌ مع براءة دهشة الأطفال التي غشيت ملامحنا يومها؟!
لم يكن موعدنا مجنوناً كما تخيلت ، او غجرياً أو ملحمياً كما عشته في مخيلتي مراتٍ ومرات..
فقد ضحكت السماء ، وغنت النوارس حولنا ، وتراقصت النجوم على ألحان ضوء القمر ، وهدرت أمواج البحر سعادتها لتصاحب لقاءنا .
هذا كل ما حدث ارجوك لا تنسا ذاك الموعد
إيمان منتصر