خطوه واحده فقط..للنجاح
الكاتب: محمد بن العبد مسن
أخي العزيز..
إذًا حافظت على {الأمانه} في كل شي فأنت ناجح في كل حياتك ..
لاشك أن الحياة كلها أمانة لأنها في الحقيقة ليست ملكك..
والكون كله جدول من القوانين المنضبطة الصريحة التي لا غش فيها ولا خداع..
سوف يرتفع صوت ليقول: وما رأيك فيما نحن فيه من الغش والخداع والحروب والمظالم وقتل بعضنا البعض بغيا وعدوانا.. أين النظام هنا؟! ..
وسوف يكون الجواب هو : إن ما يحدث بيننا نحن دولة بني آدم..
وهذا لأن الله أخلفنا في الأرض وأقامنا ملوكاً نحكم وأعطانا الحرية، وعرض علينا الأمانة فقبلناها، وكان معنى إعطائنا الحرية أن تصبح لنا إمكانية الخطأ والصواب، وكان كل ما نرى حولنا في دنيانا البشرية هو نتيجة هذه الحرية التي أسأنا استعمالها.
عزيز القارئ…
إن العلم بغير أمانة شر من الجهل وذكاء لا يصاحبه صدق اللهجة نكبة على العقل..
أخي الكريم..
يحكى أن رجلٌ استعارَ من أبي حامد، (أحمد بن أبي طاهر الفقيه )كتاباً، فرآه أبو حامد وقد وضعَ على الكتابِ عنباً!
أستغرب أبي حامد من فعل الرجل وأبتسم ولم يتفوه بكلمة..
ثم إنَّ الرجلَ سأله بعد ذلكَ أن يُعيرَهُ كتاباً آخر.
فقالَ له أبي حامد: تجيءُ إلى منزلي وتأخذه..
وبعد أيام ذهب الرجل لبيت أبي حامد ليأخذ منه الكتاب الآخر كما طلب : فطرق الباب ففتح الباب أبي حامد وتذكر أنه وعده بأن يعطيه كتاب آخر..
فقال أبي حامد : أنتظرني قليلًا..
فأخرجَ له الكتاب في طبق، وناوله إياه!
تعجب الرجل فقال: ما هذا يا أبي حامد؟
فقالَ له أبي حامد : هذا الكتابُ الذي طلبته، وهذا الطبق تضعُ عليه ما تأكله!
فعلِمَ الرجلُ سوءَ فِعلته الأولى!
القارئ العزيز..
أن الامانات يجب أن تحافظ عليها أكثر من مالك ..
لان الناسُ كُتبهم وأموالهم عزيزةٌ عليهم، ولولا حُب النفع، واحتساب الأجر، ونشر الثقافة، وعدم رد المُستعير لمكانته في القلب، ما أعارَ أحدٌ لأحدٍ كتاباً!..
فعلى العاقل أن يحافظ على الأمانة وعلى مُستعير الكتبِ أن يحفظَ الكتابَ الذي استعاره، وأن يُعيده سليماً مُعافى كما أخذه!..
هذا مثالًا فقط لسلوكيات قد نراها في بعض العاميه..
فالبعضُ حين يُعيدون الكتب التي استعاروها تجد أنَّهم تركوا عليها أثر الطعام، وكأنه استعارَ الكتابَ ليُطعمه لا ليقرأه!..
والبعضُ يعيدُ إليكَ كتابكَ وفيه خطوط ومُلاحظات على جملٍ أعجبته!..
يا أخي العزيز هذا أمانة لابد الحفاظ مهما كانت ويجب أن يعلم الناس أبنائهم حفظ الأمانات مهما كانت أو صغرت فالقصد هو تطبيع الذات وتهذيبها لأسمى العادات و العادات الأصيلة التي يعلمنا بها ديننا الحنيف
لهذا سيدي الفاضل .. عدم إحساس بالمسؤولية، ويدخلُ في بابِ تضييعِ الأمانة، فالإنسانُ مُستأمَنٌ عمَّا استعاره!
يقول “لأناتول فرانس” هو روائي وناقد فرنسي ولد في باريس عاش من 1844 الى 1924م، يقول :
{لا تُعِرْ كتبكَ للآخرين، لأنهم لن يُرجعوها لكَ، الكتبُ التي في مكتبتي هي التي أعارها لي الآخرون}!
أعلم أخي رعاك الله ..
أن {الأمانه} هي الخطوه الوحيدة التي إذًا حافظت عليها في كل شي فأنت ناجح في كل حياتك ..