كلنا سواء

**
*الكاتب شاكر هاشم محجوب – جدة*

*أحياناً قد نتنازل وننحدر إلى مستوى عقولكم ليس نقصًا فينا أو مصلحة ما فلا حاجة لنا بكم، هو فقط من باب كسب المودة واملاً بالإرتقاء بكم إلى مستوى يليق بما انتم عليه من مكانة علمية، فالفرد ليس بما يملكه من شهادات على إختلاف درجاتها ومسمياتها، بل بأثرها على نفسه وعلى من حوله، فهي لا شيء ما لم تُدَعم بالفكر السوي والأخلاق الحميدة.*

*هناك فئة من ذوي الشهادات العليا و ذوي الشعارات الرنانة الواهمون والغارقون في نعرة النظرة الدونية للآخرين يفتقدون لماهية التوافق الاجتماعي والطبقي، فهم بين الحين والآخر يتاجرون بالكلمات الرنانة المغلفة بالطيبة والنوع، يتفاخرون بالبساطة المزيفة من اجل كسب تعاطف المجتمع لأغراضهم المريضة، ولتحقيق مكاسب شخصية بحتة، مع العلم انهم يعلمون في قرارة أنفسهم مدى ما يعانونه من فراغ نفسي ويتمنون عمل اي شيء لسده وردمه .*

*هؤلاء يعيشون داخل أسوار عاجية، لهم حياتهم ومجتمعهم المنغلق على ذاتهم متناسين من حولهم، يروق لهم ان يتم وصفهم بالطبقة الراقية أو المخملية أو الأرستقراطية بل ويسعون لها بحثاً عن التميز والتفاخر او سمها ما شئت، هذه الطبقة ما أن تفقد مكانتها لسبب ما حتى تبدأ بالتغني والتزلف والتلون بالكلمات الزائفة لكسب مودة الآخرين، وحالما تحصل على مرادها وتستعيد مكانتها يصبح الآخرين نسيا منسيا، بئس القوم انتم .*

*لكم أن تتخيلوا لو أن أمثال هؤلاء انصهروا بأفكارهم ونظرياتهم في المجتمع، إلى أين سيصل بنا الحال على المستوى الفكري والثقافي والأخلاقي في ظل هذا الإنحطاط الايديولوجي، سنصبح مجرد قناع بوعي زائف لا قيم ولا افكار ولا منطق، فالنظريات إن لم تدعم عملياً على ارض الواقع بالأساليب الصحيحة لا فائدة منها، و ستبقى مقيدة في أذهان أصحابها، وسنصبح مجتمع طبقي بحت.*

*نريد أن نبني مجدنا بأخلاقنا، لذا من المفترض أن نسعى لتحقيق مبدأ “كلنا سواء” بما نملك من عقول نيرة وبقلوب متبصرة، قادرة على العمل على كيفية الإستفادة من هذه الامتيازات وتطويعها في تطوير وكسب احترام المجتمع، وبالتالي نكسب انفسنا و ذواتنا.*

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى