التجربة الفريدة في مدرسة القرية الجديدة

✍️ناصر الدسوقي-مصر
أكثرنا تعلمنا في مدارسَ حكوميةٍ متواضعةِ المستوى حينها ،
نظرًا للفترة الزمنية وما واكبها من عدم وجود تطور تكنولوجي وقتها .
والتعلم أساسه سماعي ومن بعده تكون باقي مفردات التعليم ،
بمعنى أن التلميذ حديث العهد بالمدرسة يعرف الأحرفَ والأرقام وكيفيةِ رسمها مما يسمعه من معلِّمهِ أو معلِّمَتِهِ ، وبعدها المشاهدة .
ومن ثَم يتلقى العقل من الأُذُن تلك الإشارة الصوتية ويقوم بتخزينها ليسترجعها أخرى وقت طلبِها ،
ويرجِع الأمرُ في بدايتهِ لِمَلَكةِ المعلم في كيفية الوصول لعقلية التلميذ وشخصيته ، وكيفية التعامل معه من الناحية النفسية .
لكن هناك في صعيد مصر ،
وتحديدا في مدينة إسنا جنوبِيِ الأقصر ،
لفت انتباهي ما يحدث فى تلك المدرسة ،
( مدرسة القرية الإبتدائية الجديدة ) .
مبنًى بالإيجارِ من طابَقٍ واحدٍ يفتقدُ لأدنى مستويات التعليم التكنولوجي الحديث .
لا شاشات زكية أو تفاعلية ولا حتى جهاز عرض ( داتا شو ) ،
سبورات عاديه بالقلم الفلوماستر ،
لكنهم كمعلمين ومعلمات داخل هذا المكان البسيط يمتلكون إمكانات أكبر وأفضل من تلك سالفةِ الذِّكر ،
يمتلكون قلوباً رحيمًة في تعاملهم مع التلاميذ وكأنهم أبناؤهم .
لديهم القُدرة الدائمة على تحفيز تلاميذهم ،
إن أرادوا التحدثَ عن موضوع هام في إذاعتهم الصباحية يجسدونه في صورة سكتش تمثيلي لتصل الفكرة كاملة وبسهولة بالغة ،
تنظيم الرحلات إلى المناطق الأثرية للتعريف والترفيه في آنٍ واحد .
رأيتُهُم يقومون بتنظيم حفلات تكريم نهاية كل فصل دراسي لتكريم المتفوقين ومن ثم تحفيز ما دونهم ،
عمل عروض مسرحية أشبه بكورال أوركسترا أوبرا القاهرة ،
لينتهي بهم الأمر بعمل حفل تخرج لتلاميذ الصف السادس الإبتدائي الذين سيكونون العام القادم بإذنه تعالى في المرحلة الإعدادية ،
وأيضًا تكريم كل المتفوقين هذا العام الدراسي .
تخلل ذلك فقرات غنائية واستعراضية لتلاميذ المدرسة ،
حيث قام تلاميذالصف السادس بإلقاء قصيدة من الشعر شكروا بها معلميهم وأثنوا على ما قدموه لهم من جهد وإخلاص ومودة .
حقا هذا هو التعليم الأمثل .
وهكذا تكون أسرة العمل فيما بينهم ،إن أرادوا .
وفق الله الجميع وجعله في ميزان الحُسنى لديهم
بداية بمديرتهم ومعلميهم ومعلماتهم
وأخصائيتهم الإجتماعية حتى عامل النظافة معهم .
أنتم مثالا يُحتذى …