شعر و قصص

حين ينصت القلب

الكاتبة /وجنات صالح ولي.

في كثيرٍ من الأحيان، نعتقد أن ما نحتاجه هو عقلانية صارمة وحلول منطقية فقط. لكن الرحلة نحو الراحة النفسية قد تبدأ من العثور على ذاك الشخص الذي لا يكتفي بالاستماع بأذنيه لك ، بل ينصت بقلبه وروحه هنا، ندرك أن المنطق لوحده ليس الطريق الوحيد، وأن البشر أحياناً يحتاجون لمن يلامس مواجعهم قبل أن يقدم لهم أي حل.
وعندما تفكر في أن تخوض الحديث مع شخص وأنت متعب حقاً من أمور تعجز عن البوح بها، ستجد من يستمع بأذنه فقط، قد يعطيك حلولاً أو يكون مجرد مستمع عادي. لكن هناك شخص آخر ستجده يستمع لك بروحه وقلبه، يشعر بذلك النبض في صدرك، يحتويك منذ بداية الحكاية، ولا يتوقف عن ملامسة ما يؤلمك. يركز على تعبك قبل أن يقدم حلاً، وربما كل ما تحتاجه حقاً هو من يسمعك ويطمئن روحك، وليس مجرد مستمع بلا مشاعر. قد نكون جهلنا ذلك من قبل، لكن ليست العقلانية هي المنطق الدائم.
في بعض الأوقات نعتقد أننا نحتاج فقط إلى من يُقدّم حلولاً منطقية، لكن الراحة أحياناً تأتي من شخص ينصت إلينا بقلبه، يستشعر تعبنا قبل أن يفكر في أي حل. ففي النهاية، لسنا دائماً بحاجة للعقلانية وحدها، بل لاحتواء الروح أيضاً.

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى