غاب البدر وانطفى ضيّ الحروف

 

الرياض — حسن عواجي

رحل فجر اليوم السبت أحد أبرز رُوّاد الحداثة الشعرية بالجزيرة العربية و مهندس الكلمة وشاعر الحداثة الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبدالعزيز عن عمر ناهز 75 عاما أحد درر العنقود الذهبي المستمر في الازدهار لشعراء المملكة والجزيرة العربية.

وكان الأمير الراحل قد تعرض في شهر إبريل الماضي لوعكة صحية أُدخل على إثرها المستشفى قبل أن يعود ويطمئن محبيه أنه بصحة وعافية.

والأمير بدر من مواليد الرياض 2 إبريل 1949م وعُرف على الساحة السعودية والعربية بأنه أحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية بالجزيرة العربية وله مجهودات كبيرة في وضع نصوص أدبية ذات مستوى راقٍ تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة والعالم العربي.

نشأ الأمير الراحل في بيت والده الأمير عبد المحسن بن عبدالعزيز، المحب للعلم والأدب والذي كان مجلسه مليئًا بالأدباء والمفكرين وهو ما انعكس على شخصية الأمير بدر وجعله يسلك طريق العلم والأدب والشعر وانعكس على شخصيته وإبداعاته.

وبين المملكة ومصر كنت العلوم الابتدائية للأمير بدر بن عبدالمحسن وفي المتوسطة تلقى علومه في مدرسة الملكة فيكتوريا بالإسكندرية بينما كانت دراسته للمرحلة الثانوية في المملكة، كما أنه درس في بريطانيا والولايات المتحدة وهو تنقُّل ساهم في صقل موهبته وتنميتها، حيث التقى أثناء دراسته بتلك الدول وخاصة مصر بعدد من الرواد والأدباء مثل الشاعرين أحمد رامي ومحمد عبد الوهاب.

كما عاصر الأمير الراحل بعض الشعراء الكبار في المملكة وخالطهم وهو ما أثر فيه وصقل موهبته من أمثال محمد العبد الله الفيصل وخالد الفيصل وخالد بن يزيد ومحمد بن أحمد السديري عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود وغيرهم.

نال الأمير الشاعر شرف التكريم من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمنحه وشاح الملك عبد العزيز في مايو عام 2019.

تولى الأمير بدر في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي رئاسة الجمعية السعودية للثقافة والفنون فأضفى عليها عديدًا من الأفكار وكان له أثر في تطوير هذه الجمعية والرقي بها ونال أيضا عضوية مجلس إدارة هيئة الموسيقى السعودية منذ يوليو 2020.

وللأمير الراحل خمسة دواوين شعرية تم طباعة ثلاثة منها لعدة مرات وهي ما ينقش العصفور في تمرة العذق و رسالة من بدوي ولوحة ربما قصيدة أما الآخران فهما هام السحب والذي يضم القصائد الوطنية، ذائعة الصيت، التي حفظها الناس كأغنياتٍ وطنية خالدة و شهد الحروف الذي ويضم مجموعة كبيرة من قصائد التفعيلة والعمود وهي بدورها أغنياتُ حُب وجمالٍ تغنى بها الناس وبقيت علاماتٍ فارقة في تاريخ الفن السعودي لعقود.

قصائد الأمير الراحل أطربت الملايين إذ غناها باقة من المطربين على المستوى المحلي والعربي وأبرزهم الفنانون طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبد المجيد عبد الله وعبد الكريم عبد القادر، ونجاة الصغيرة وخالد الشيخ وعبد الرب إدريس، وعبد الله الرويشد وكاظم الساهر، وغيرهم.

كما أنه له العديد من المشاركات الأدبية من أهمها كتابة أوبريت غنائي لمهرجان الجنادرية مرتين الأول كان أوبريت وقفة حق في مهرجان الجنادرية السابع عام 1992 والثاني كان أوبريت فارس التوحيد في مهرجان الجنادرية الرابع عشر.

ولم يقف فنه عند شعره بل ألقى الضوء على فنه التشكيلي الذي تميز به أيضا، برسمه لوحات تبوح بأسرار التراث والصحراء وغيرها تتكئ على الطبيعة وأسرارها بتقاطعات فنية رائعة ورؤية تعبيرية.

Related Articles

Back to top button