العقيدة الصحيحة والوسطية والاعتدال وآليات ووسائل تعزيز الانتماء والتعايش السلمي
اليوم الثاني لجلسات المؤتمر الدولي بجامعة الإمام
د. وسيلة محمود الحلبي
برعاية خادم الحرمين الشريفين تستمر أعمال المؤتمر الدولي لدور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي ليومه الثاني اليوم الأحد 19 /10 /1445 في المدينة الجامعية بالرياض بجلسات حوارية تناولت العقيدة الصحيحة والوسطية والاعتدال وآليات ووسائل تعزيز الانتماء والتعايش السلمي.
حيث بدأت الجلسة الثانية من جلسات المؤتمر الدولي بجلسه بعنوان “العقيدة الصحيحة والانتماء الوطني والتعايش السلمي” ترأس الجلسة معالي أ.د.مرعي بن حسين القحطاني رئيس جامعة جازان الأسبق وشارك فيها كل من معالي المستشار بالديوان الملكي أ.د.سعد بن ناصر الشثري، ومفتي موريتانيا الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي.
وقال معالي أ.د. كسعد بن ناصر الشثري: إن من أهم الأدوار التي قامت عليها الجامعات التأصيل الإسلامي الصحيح وإيجاد العلاقات الاجتماعية لهذا المجتمع لما لها من الأثر في التواصل مع الاخر وإطلاع الإنسان على الثقافات والانشغال بالعلوم النافعة.
وأضاف معاليه: “للعقيدة الصحيحة دور كبير في وحدة الكلمة، والفرق والحركات الفكرية لا تأتي بخير والفيصل بين كل هذه الشبهات هو العودة إلى ما جاء بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-”
من جهته أكد مفتي موريتانيا الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي أنّ الوسطية منهج حياة للمسلم، والتعاطي مع الآخر ضرورة من ضرورات الحياة ويجب أن تكون وفق المنهج الوسطي الذي يقوم على مبدأ لا إفراط ولا تفريط.
كما شارك في الجلسة نفسها أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د.عجلان بن محمد العجلان الذي أكد أن المواطنة الصالحة تتمثل بالانتساب الحقيقي للدين عقيدة وشريعة، والولاء للوطن الذي تبنى هذا الدين منهجًا وفكرًا.
وفي الجلسة الثالثة من المؤتمر الذي جاءت بعنوان: “الوسطية والاعتدال ودورها في التنمية والتعايش السلمي” وترأسها معالي أ.د.فلاح بن فرج السبيعي رئيس جامعة نجران الأسبق، وشارك فيها معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أ.د.عبدالرحمن بن عبد الله السند، وأمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي أ.د.قطب مصطفى سانو، وممثل جهاز رئاسة الاستخبارات العامة.
حيث أكد معالي أ.د.السند في حديثه “أن الفكر المتطرف يصل بالناس إلى الاعتداء على الأنفس وضياع الحقوق، وأصحاب هذا الفكر يعملون على إثارة الفتن ومحاولة صرف الناس عن الحق والوسطية والاعتدال والعلم الصحيح”.
وكما أشار أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي معالي أ.د.قطب مصطفى سانو إلى أن نكون أمةً وسطًا ليست خيارًا وإنما فريضة فالخيرية مشروطة بأن تكون الأمة أمةً وسطية، والمهمة الحضارية للأمة الوسط تلك الأمة التي تنفي عن هذا الدين تحريف المغالين فلا تحضّر ولا تطور ولا تنمية إلا بالوسطية فكرًا وسلوكًا”.
ومن جانبه قال ممثل رئاسة الاستخبارات العامة: “تحقيقًا لمبدأ الانتماء الوطني يجب أن يتم تأهيل عضو هيئة التدريس في الثقافة الأمنية؛ ليسهم في تنمية الوعي لدى الطلاب، من خلال عقد المناقشات الفاعلة حول مخاطر الجريمة والانحرافات السلوكية.
كما ذكرت الباحثة د.إيمان محمد حمدان الطائي من جامعة بغداد في ورقتها عن ظاهرة التطرف: “أن التطرف ظاهرةٌ مركبة لها أبعادها الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وإن كانت تبدو على السطح كظاهرة سياسية، ومن هنا فإنّ علاج الظاهرة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الجوانب ولا يقف عند السياسي منها”.
وفي الجلسة الرابعة للمؤتمر والتي جاءت بعنوان “آليات ووسائل تعزيز الانتماء الوطني” وترأسها معالي رئيس جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية د.عبدالمجيد بن عبدالله البنيان، وبمشاركة معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي أ.د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس والأمين العام لمركز الملك عبد العزيز التواصل الحضاري أ.د.عبد الله بن محمد الفوزان وعضو مجلس الشورى د.فايز بن عبدالله الشهري، والمتحدث باسم رئاسة أمن الدولة العقيد تركي بن مقبل الحربي.
حيث أكد معالي أ.د.عبد الرحمن السديس على أنّ تصميم المناهج التعليمية التي ترسخ الاعتزاز بالهوية الوطنية وتنمي احترام ولاة الأمر والعلماء و بناء الآليات والمناشط اللاصفية للتطوع والمشاركة المجتمعية؛ تسهم جميعها في تعزيز قيم المواطنة والتعايش السلمي من خلال استثمار التقنية وشبكات التواصل في الدفاع عن الدين والوطن.
كما أوصى أ.د.عبد الله الفوزان الجامعات بأن تحتضن طلابها وطالباتها من جميع مناطق المملكة؛ والعمل على البرامج اللاصفية التي توفر البيئة الملائمة لاستيعاب الطلاب والطالبات وتمكينهم وتقبلهم للتنوع الصافي في المجتمع السعودي.
في حين أكد د.فايز الشهري: أن المملكة وضعت في رؤيتها 2030 تعزيز قيم الوسطية والتسامح كهدف إستراتيجي تبني من خلاله نموذجًا متكاملًا لصورة المملكة العربية السعودية لتحقيق العدل والتنمية ونشر الإنسانية والسلام من خلال بناء القدرات والكفاءات” ، وشدد العقيد تركي بن مقبل الحربي على أنه يجب أن ندرك هويتنا وحقيقتنا التاريخية والروحية التي تحافظ وتعزز الإبداع وتؤكد على استمرار الحضارة والتنمية”.
كما شاركت عضو مجلس هيئة حقوق الانسان د.سارة بنت عبدالعزيز الفيصل وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود د.نادية بنت إبراهيم النفيسة في الجلسة، حيث أكدت د.سارة الفيصل أن النظام الأساسي للحكم في المملكة قام على مبدأ التعايش السلمي ونبذ خطاب الكراهية والتطرف وجميع أنواع التمييز العنصري القائمة على الدين أو العرق أو اللون. وفي حديثها أوضحت د.نادية النفيسة أن توحيد الكلمة والاجتماع على رأي وأنها من أبرز الثمرات التي يمكن تحصيلها أثناء تعزيز قيم الانتماء الوطني.