الزي العسيري والهوية الثقافية في لوحة سلوى حجر
( قراءة تشكيلية) في أعمال الفنانة السعودية/ سلوي حجر
✍🏼الناقدة المصرية ا.د/لمياء كرم صافي
عندما ننظر إلى الهوية السعودية نجد أن التراث الفني العسيري يحمل الكثير من الجمال والأصالة الذي تتخطفه الأنظار، فقد حاولت الفنانة السعودية سلوى حجر الإستفادة منه والتعرض لأشكال الزخرفة على الزي العسيري حيث جمال التقنيات اليدوية المتنوعة إلى جانب القيمة الجمالية
والإفادة من جماليات الفن العسيري بتوظيفه في لوحة فنية ثرية استفادت من زخارف الفن العسيري السعودي، فتعبر الفنانة عن مجتمع يشكل نفسه حسب فلسفة واعية، مجتمع محافظ يضع معايير للأخلاق تتناسب مع فلسفته الإجتماعية التي أتخذتها هدفاً وطريقاً
، إن الزي العسيري الذي ترتديه النساء بوحداته الزخرفية المحلية والبيئية، يكون عاطفه نحو تقدير التراث والاهتمام به، وإدراك الدور المهم الذي يلعبه التراث في الحفاظ على الهوية الثقافية، كما انه يكون نوعاً من العزة الوطنية على وجه العموم ، فأزياء الشعوب ترتبط بشكل كبير بتراثها القومي، حيث يكون نابع من عقيدة فكرية تم رعايتها وتنميتها، مما يؤصل نوع من العاطفة نحو الوطن.
فقد قامت الفنانة بالتعبير عن الفكرة من خلال لوحة فنية حيث الرغبة في أن تبين أصالة هذا الشعب، وتوضح أن أحاسيسه التي أنعكست على أزيائه تؤكد الاسس المشتركة التي تعتبر من
أحد جوانبها، نواة لوحدة الأفق.
ونلاحظ أن الفنانة قد رسمت سيدة ترتدي الزي العسيري وهذا يشكل شيئاً مميزاً للمجتمع، يبرز السمات البيئية الإقليمية والشخصية المستقلة عن شخصيات الشعوب الأخرى حيث دور الإجتماعي في بناء الأمة، وتشييد أذواقها، وفق المفاهيم الإنسانية كما يجب تزكية مبدأ تمسك المجتمع بالتراث فهو دليلاً حياً على مقدرة المجتمع على أن ينمو بذاته، ويوسع أفقه، ويختار لنفسة الحلول الجمالية كوسيلة نصل بها الى النفوس ونحرك بها الإنفعالات، ونعبر بها عن الأذواق ونقيم المجتمع فتجعل من هذه المعاني شيئاً ملموساً ، ويذكر بالوطن ووسيلة لتكامل شخصية حتى نحافظ على الهوية الثقافية