أضغاث أحلام

✍ حسن القحل :

سألتها ما الإسمُ قالت وسنا
من أي أرض؟ جاوبتني عدنا

فقلتُ أهلاً مرحباً ياجارتي
أهلا بجارٍ حلَّ قلبي سكنا

كأنها ياقوتةٌ من حسنها
والقد ميّاسٌ تثنى فننا

فتهتُ بينَ ثغرها ونحرِها
وقلتُ صارَ الحسنُ حقاً يمنا

فساءلتني وخيالي شاردٌ
وسارحٌ طوى المدى والزمنا

وأنتَ من أنتَ بهمسٍ مخجلٍ
فقلتُ من تعنينَ . تعنينَ أنا

قالتْ ومن أعني سواكَ يافتى
وهل ترى مَنْ واقفين غيرنا؟

فقلتُ عذرا منكِ ياسيدتي
عذري اسيرُ بهِ لإبراقِ السنا

عيدي الذي قد قلتُ هاتي وأسألي
لأنني ماكنتُ حقا فطنا

عادتْ وقالتْ مرةً ثانيةً
مِنْ بعد أن عقلي وقلبي سكنا

وأنت ما الإسم بهمس مخجلٍ
لأي أرض تنتميها وطنا

واتْبَعتْ سؤالها بضحكةٍ
ناعمةٍ تحوي لدينا الفتنا

فقلت مهلا لا تزيدي ولهي
ولا تثيري لهفتي والشجنا

لأرض جازان بلادي أنتمي
إسمي من المهدِ أراهُ حسنا

فابتسمتْ وعرفتْ بأنني
قد ضاع تفكيري وقد ذبت هنا

وأنني أصبحت فيها غارقا
روحا وقلبا وامتثالا بدنا

فأيقضوني من منامي فجأةً
وصار قلبي بعد صحوي وهِنا

أدركت أني قد غفوتُ برهةً
وإن عيني عانقتني وسنا

وأن ما شاهدتُ حلماً عابراً
وأنه حضي عناءٌ في عنا

أضغاثُ أحلامٍ وطارت كلها
ليس التجلّي يمنا أو عدنا

هذه أخي حسن ..اعتبرها من روائع ما كتبت من الشعر إذ أنها ذاتية حوارية تتجاذب الروح والنفس معا حيث استخدمت فيها اسلوب التناغم الوجداني بشفافية الناطق والمنطوق وصورت الموقف كحلم مباغت للإدراك حيث أن التجاذب الدلالي في سياقات القصيدة يؤطر الفكرة الروحية في الذات كون الإستغراق في الحوار مد جسرا من الألفة بين الذاتين وهنا قمة الروعة وقمة التصوير الذاتي للشعور…قصيدة رائعة بكل معنى الكلمة لغة وتصويرا وموسيقى وإحساس..لك خالص محبتي وتقديري.

نبيل منصور نور الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى