مكان الحدث
✍عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
تعوّد على التغيير إلى ما هو أفضل في كل شيء، غيّر من عاداتك اليومية التي لا تتقدم بك إلى الأمام، حتى لا تقع أسيراً لهذه العادات، وحتى يتوجه تفكيرك إلى حب التغيير الصحيح والمنضبط الذي هو أساس الإبداع، غيّر روتينك اليومي وتساءل ما هي العادات اليومية التي أنوي أن أغيرها، وقم بكتابتها مع الطريقة الجديدة التي تنوي ممارستها، وفكر بالاختلافات وتأمل فيها جيدا، فهناك بالتأكيد أمور تراها أنت ولا يراها الآخرون.
يقول العالم ألبرت جورجي: (إن التفكير المبدع أنك ترى الشيء ذاته الذي يراه الآخرون، ولكن تفكيرك يختلف تماماً عن تفكيرهم).
إن المبدع في مجالات حياته هو صاحب العقل الناقد، وغالبا لا يتفق تفكيره مع الآخرين، فالمبدع يغامر في طبيعته، والتبديل والتغيير بداية لهذه المغامرة الجميلة المثرية، فتراه يغيّر في أشياء قد تكون مألوفة له أو لغيره، فيكون متنقلا ما بين مراجعة وإضافة وتعديل، وبحث عن أفضل السبل لتحقيق غايته في النمو والارتقاء على جميع مستوياته الشخصية والمجتمعية والمهنية.
من الأقوال الإدارية: (لا شيء يحدث في حياتك أبداً ما لم توجد أنت مكاناً لهذا الشي كي يحدث). فخذ قراراك الآن ولا تتردد لتفوز بالرضا ولذة الإنجاز ومتعته، فالمتهاون المتراخي الذي يريد أن تنفذ فكرتك ويراها على أرض الواقع، وهو جالس مرتاح في مكتبه الوثير ولا يتحرك لن يحصد إلا أحلاما سرعان ما تتبدد عند أول أمر بسيط يشغله.
أنت في حقيقة الأمر ما تؤمن به، ونتاج ما تفكر فيه، وأنت صورة لما تتخيله، والأخطاء واردة الحدوث وبصورة كبيرة جدا، فاصبر وتأملها وتفكر فيها، وتعلم منها كما تعلم منها السابقون الذين واصلوا المسيرة فوصلوا إلى قممهم المنشودة.
لا بد وأنك لاحظت أن بعض أفكارك المتراخية، بسبب المحبطين من حولك، قد أثرت فيك سلبيا، كما أن كلمات التشجيع والمساندة قد أثرت فيك إيجابيا في كثير من مراحل حياتك، ويبقى الأثر الكبير هو ما تراه فيها وتعتقده، فقد قيل: (ينتهى الإنسان إلى تصديق أي شيء يقوله لنفسه في أغلب الأحيان حتى لو لم يكن صحيحاً).