موجة ألم
✍مرشده يوسف فلمبان :
الحياة ومضة في عمر الزمن.. آه يازمن. إلى أين ماض بالبشر ياقطار العمر؟
ثمة آهات الحزن منحوتة في قاع النفس.. وفي بؤرة الحزن تحاصرها وتكبلها..
هي في لحظات ما تضخم في خافقها شعور بالإنقباض.. إحساس مؤلم ينهش تفكيرها.. تتبعثر مشاعرها في موجة ألم.. تصفعها الأحداث المباغتة بلاهوادة..
حكاية طفلة مدللة في حضن والدها كفراشة مرحة تتجول بين الأزاهير برفقته إشراقة من نور الحياة.. نبضة في قلب أبيها.. أمنياتها قطوف دانية بين يديها..
كبرت أمام ناظريه يرقب مراحل حياتها بحنان الأب.. وكان لها معطف أمان من عثرات الحياة.. وهي دولة حبه.. وظلت في خيمة حبه واحتوائه مفتونة بصباها وهي في قمة سعادتها.. ولكن عمر السعادة قصير.
في ليلة معتمة غاب فيها القمر.. شعرت بضيق يلامس إحساسها.. ويذبح خاطرها.. ومع قراءة بعض آيات من كتاب الله ليطمئن قلبها غرقت في سبات عميق.. أيقظها كابوس مرعب يخنق أنفاسها.. فكانت المفاجأة المريعة تدب أوصالها.. حيث صعقها نبأوفاة حب عمرها.. شق قلبها.. ولوث سكينتها.. ومزق أشلاءها.. مضت إليه وهومسجى في مرقده..أنحنت إليه بقبلات الوداع.. ترمقه من خلال أمواج الدموع..وفي لحظات حملوه على خشبة حدباء.. مزقت ستائر السكون الموحش تصرخ / مهلََا دعوه لي بابا.. بابا لا تتركني.. ولم يبال أحد بندائها يتوارى عنها ودموعها تنساب مدرارََا..
بات المكان خاويََا إلامن بكاء الأحبة ودعواتهم..
مضت بها قافلة الأحزان.. وسلسلة من المتاعب النفسية قيدت فؤادها.. تناجي ربها : بابا.. لا معنى لحياتي بدونه.. ومن بؤرة أحزانها ثورة تجددت حين لمحت ثوبه يتأرجح في زاوية غرفته وبقاياأثره..
ترى متى يعاد ترميم قلبهاالذي تبعثرت أجزاؤه؟
وهاهي الآن يسترسل قلمها في تدوين مشاعرها.. فالكتابة هي الصوت الجريء لمن يعجز عن ترجمة المشاعر.. وتتخطى قسوة الوجع عبر جسور الإيمان بمقادير الله
وتزداد غصة حنينها حين سماعهاترنيمة حزينة بصوت الناي الحزين /راشدالماجد
يابوي دنيا بدونك مالها معنى.
أيامها سودوالقشرالياليها
مالها معنى وانت مو معنا.
وش نبي بس فيها وانت مو
قيها..
نطلبك بأغلى عيالك لاتودعنا.
يابوي عين تحبك لا تخليها..
مالنا غير وصلك يامجمعنا.
هكذا تسير بها الأيام بمرارتها لعل مقادير الله ترأف بها وتجبر كسرها.