لماذا تتعامد الشمس على وجه ملوك الأرض فى هذا اليوم كل عام؟
سلمى حسن القاهرة
لا يخفى على أحد عظمة وعبقرية الحضارة المصرية وتاريخها، ومن أهم مايمر بذلك التاريخ ذو الجمال والهيبة ذكري تعامد الشمس على الملك
رمسيس الثانى أعظم ملوك مصر القديمة والمعروف عالميا برمسيس العظيم صاحب المعجزات، وهذة
الظاهرة الأثرية والمعمارية والفلكية الفريدة “ظاهرة تعامد الشمس مرتين كل عام على وجهه فى قدس الأقداس بمعبد أبوسمبل”، وصممها المصرى القديم باعجاز واقتدار تتكرر بشكل آخر على وجه التمثال العملاق للملك رمسيس الثانى بالمتحف المصرى الكبير لتثبت للعالم عظمة المصريين أبناء الحضارة.
أن تعامد أشعة الشمس على “قدس الأقداس” بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر، حيث تتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، وصولا إلى أقدس الأقداس والذى يبعد عن المدخل بحوالى ستين مترًا، ويتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، والجدير بالذكر أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال “بتاح”، الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام.
يرجع السبب وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس، والذى ذكر فى روايتين،
أولاً هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وموسم الحصاد، ثانياً إن هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم تتويجه على العرش.
تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية “إميليا إدوارد” والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وقد سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل”.
يذكر أن ظاهرة “تعامد الشمس” على تمثال رمسيس كانت تحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى فى بداية الستينيات من موقعه القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالى، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير.