الدنيا محطة عبور
✍مرشده يوسف فلمبان-
عضو هيئة الصحفيين السعوديين مكة المكرمة :
هكذا الأيام تسرع في خطاها.. وتمضي بنا السنون ونحن نلهث
خلف مجاهل الدنيا.. ننهل ما استطعنا من متاعها الزائل.. وغاب عن أذهاننا أنها محطة عبور.. من خلالها نرحل .
هذا هو واقعنا جميعََا.. في زمن مابشبابنا.. وفتوتنا التي تزخر بالعطاءات والإنجازات.. نعتلي هامات الوجودية.. نفخر.. ونزهوا.. ونتعاظم بأننا نلنا الكثير من مغريات الحياة.
أجل نفخر بمؤهلاتنا.. ومناصبنا.. وثقافاتنا.. ونجاحاتنا.. ونعتز بأننا صنعنا تاريخََا حافلََا باالأمجاد.. يزخربكل عظمة الإنسان.. ننظرباستعلاء واستخفاف لمن هم دوننا.. وأننا حققنا كل أحلامنا.. ونجهل تمامََا وسط هذا الكم الهائل من الإنجازات بأن مصيرنا بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلب مصائرناكيفماشاء.
الكثير منا له أمنيات يخالطها روح الحياة والإغراءات وتهمس لنا أن الدنيا مقبلة إلينا.. وكنا نظن أننا في مأمن.. من غوائل الدنيا.. وعثرات الحياة.. وإعصارات الأحداث.. ونحسب أن نجاحاتنا التي نفخر بهاهي دعامات لمكافحة الوهن والإنهيار والتقهقر..
ونظن كل مقومات النجاح أننا سمونا بها وأننا حققنا مالم يحققه غيرنا.. ونتعالى بأننا احتوينا كل مجالات الرفعة والنماء.. إنه إنسان متطلع لكل المغريات رويدََا.. رويدََا .. يخفت ذاك الصوت الهادر من دواخل الإنسان.. تضعف الهمة.. وتذوي القوة.. وأنه لمؤلم حقََا أن مصير ذاك الإنسان إلى الضعف والضمور.. المجتمعي.. وأن مابناه ماض للإضمحلال.. يتساءل مخاطبََا نفسه /كيف كنت وكيف غدوت. وكيف ارهقني المرض
كيف كنت أركض على عجل لأنال كل المغريات.
وفي ختام هذه الآمال يعجز أن يحل قيد مرض فتك به.. يتمنى لو يعود إلى سابق قوته وصولته.. ويفتدي صحته وراحته بأموال الدنيا.. ومركزه المرموق مقابل الصحة والعافية..
وفي محطة إنتظاره للرحيل يغدو بدثار سرمدي في محراب بين الحياة والموت ولا يزال على عقد الأعمار يتمنى لو أن ثمة متسع من الوقت يعوض مافاته من أعمال الصالحات.
رباه ارزقنا صحة وعافية وعفوََا.. وامدد في أعمارنا.. وهب لنا متسعََا من الوقت لنستعيد زمنََا غفلنا فيه عن طاعتك.. وقد قال صالح بن عبد القدوس :
إذا خلوت الدهر يومََا فلا تقل خلوت ولكن قل : علي رقيب.
ولاتحسبن الله يغفل ساعة.. ولا أن ما يخفى عليه يغيب..
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب.. وأن غدََا لناظره قريب!!!!