محمد غاني _ الان نيوز
نظمت الثلاثاء 30 جانفي 2024 اذاعة الباهية وهران بالتنسيق مع جمعية أثار العابرين للثقافة و الادب لولاية وهران أمسية ادبية بمناسبة الذكرى ” 29 ” لتأسيس الاذاعة بمشاركة نخبة من الادباء و الشعراء من ولاية وهران و خارجها تصدرهم الشاعر عبد القادر بن عثمان من ولاية معسكر بقراءة قصيدة شعبية افتتاحية ” اصنع لي أتاي لجماعة 54″
لتسرق بعده الأضواء الطفلة ” رتاج زواوي ” بادء أغنية للمطربة الشهيرة ” فيروز” بصوت رقيق قوي هزت به الجمهور النوعي العريض الذي تجاوب معها إلى حد مطالبة المنظمين بعرض صوتها على الملحن الوهراني الشهير. الباي البكاي لتفسح المنشطة المعروفة و المذيعة ” ابتسام ” المجال للقراءات الأدبية حيث قرا الشاعر ” غاني محمد ” قصيدته التي سبق ان نال بها جائزتين في مسابقتين ادبيتين وطنيتين ” القدس ” ثم نودي بالتوالي على الشعراء العربي لزرق المدعو الهواري من ولاية غليزان و موساوي الطيب من ولاية البيض و حواش الهام و ونان فتيحة و بنور سمية من ولاية وهران
حيث شنفوا اسماع الجمهور بقصائد صبت في معظمها في الغرض الوطني و وصف مدينة وهران لتقرأ مجموعة من ادباء ولاية وهران قصصا فنية قصيرة منهم القاصة عائشة حاجي أما الروائية المعروفة رئيسة النادي الأدبي ام سهام فقد اختارت قراءة القصة ” صرت أرفض العودة الي” المكتوبة بأسلوب ادبي جزل و عبارات و الفاظ موحية لتليها المحامية و الأديبة و القنانة المصورة ” نادية مغربي” في تقديم مداخلة بعنوان ” تجربتي مع الصورة ” التي قالت أنها هي من تجربتي مع بعض تفاصيل الحياة و محاكاة بعض الاشياء وملامستها ولعل الاسرة كانت المهد الاول والحضن الذي خطغت فيه موهبتي خطواتي الأولى بألبومات الصور العائلية بالات التصوير الصغيرة فكثيرا ماكنت اقلب أليوم الصور التي كان يحرص والدي رحمة الله على جمعها كنت اقول في نفسي ياإلهي كم هي جميلة..و في نفس الوقت كنت انتقد بعض اللقطات بيني وبين نفسي لماذا وقفوا في هذه الوضعية عوض وضعية اخرى لماذا وضعوا المزهرية ؟ لماذا هذه الخلفية..غير ان ملامسة تلك الصور كانت تسافر بي بعيدا الى تلك الاماكن و تحيلني الى ذلك الزمن كما كان فعلا….
من جهة اخرى كانت ألة التصوير في البدء حكرا على الكبار فقط الاب و الاخ الاكبر.والاخت الكبرى ثم شيئا فشيئا توفرت ألات اخرى فأصبح الامر متاحا و مسموحا به…
اذن التجربة الاولى كانت مع الاسرة و كنا نتشوق للذهاب لإستخراج الشريط خشية من ان تضيع منا تلك اللقطات و تلك الذكريات ثم جاءت مرحلة التي كنت اسافر فيها مع الاسرة و كنت احرص على تسجيل تلك الاماكن في مناطق مختلفة من الجزائر ثم و بعد سنوات جاءت القفزة التكنولوجية التي ادمحت المصورة في الهاتف في الاول لم يكن بنفس الامتيازات التي هو عليها اليوم غير ان ذلك لم يكن كافيا في البداية لذلك كان يجب ان اقتني مصورة كانت مصورة صغيرة يمكن وضعها في الجيب التقطت بها اجمل الصور اظن كان ذلك سنة 2012 و لقد ساعدني صغر حجمها على التصوير بعيدا عن اعين الفضوليين كنت احب كثيرا صور الشارع فكنت اصور حتى و انا اسوق سيارتي عندما يتطلب الامر ذلك او عندما يختمر بذهني موضوع ما و تحل اللحظة التي يجب عدم تفويتها..
في اول الأمر كنت اعرض صوري على اهلي الذين كانوا اول المعجبين ثم صرت اشارك بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و بمرور الوقت تفتحت شهيتي اكثر و كان لابد من مصورة احترافية تعطي عمقا اكبر و تفاصيل الموضوع و هنا و عندها تكون تفاصيل افتح قوسا من جديد لتأثير الاسرة و بالضبط الأم رحمها الله التي كانت خياطة ماهرة تخيط لأولادها فقط و كانت مصممة بارعة من مجرد الملاحظة..
ربما ورثت عنها ذلك الجانب في ملاحظة التفاصيل و الدقة.. تعود للقول ان مشاركة الصور و تقبل الانتقادات من المحترفين في المجال و ما دونهم جعلني في مرحلة بحث مستمر الى غاية اليوم ثم حضور بعض المعارض بغرض الاحتكاك ببعض الفنانين و الرسامين الجولات التي كثيرا ما كانت تسمح لي بتصوير بعض الاماكن الامر الذي لا يمكن ان يتم الا في اطار المجموعات..
كنا قد تطرقنا الى تأثير السفر في صقل الموهبة فمن بين اسفاري حضوري سنة 2017 في صالون الصورة الذي كان يعقد بعاصمة فرنسا ياريس و رغم انني التقيت ببعض المصورين الفرنسيين الذين كنت اتابعهم عبر بعض الورشات على الايميل الا انني لاحظت ان الصالون كان يغلب عليه الطابع التجاري و الاشهاري لبعض المتوجات و معدات التصوير خلافا لتوقعاتي..
من كل هذا اقول اننا نمر في حياتنا بمحطات توقف. ثم استئناف و هكذا كما اننا لسنا في معزل عن هذا. العالم المتغير . فالتكنولوجيا لم تجعل الهاتف مؤسسة مصغرة قحسب يسجل يصور يصمم و يخرج فيديوهات بل نحن في عصر الذكاء الاصطناعي الذي يفكر مكانك ربما قبل ان تفكر يحرر لك نصا لم تكتبه و يرسم لك لوحة لم ترسمها و قد يخرج لك صورا لم تلتقطها..
فعلا التكنولوجيا انتجت الصورة الرقمية التي جعلتنا نصور اكثر غير اننا قليلا ما نخرجها في الصيغة الورقية فتضيع منا الصور بشكل او بآخر في زحمة البرمجيات او بفعل الفيروسات المنتشرة او عطل الهواتف.. فهل بإستطاعتنا العودة الى ذلك الزمن الجميل بالأبيض و الاسود اما الأديبة خديجة ادريس فقد قدمت نصا مرفوعا لأطفال فلسطين الذين يموتون كما قالت بأبشع الطرق و اقساها ” صنارة الخيانة تخدش الاحصنة الورقية في اعماق الحناجر الخافتة بارعة في الغناء بحلقها المتواطئ مع قيتارة النوم العربي و الوعي الذي كانت بالأمس تطلقه ابواق العروبة من فمها صارت كمسحوق الغبار و من صاروا فوقي يترصدون بنعالهم الحذقة طفولتي المغطاة بالدم فيشهرون هواتفهم في وجهي الذي تدلى كعنقود بترت عنقه عنوة يخرجونني من تحت التراب المعذب بي و يضعونني في منطقة مخدرة ماعاد يرعبها موت جديد ماعاد يدهشها الهلع منطقة كبراد ضخم يكدس جثته التي لم تدفن بعد انا هنا و لست هنا انا في جلديو خارجه اصغي للشوك الذي نبت عل شجرة الضمير شعرت لوهلة اني حية جدا وان هذا الموت الذي سد انفي يراقصني تحت الاضواء المجرمة لم اعد اشعر بأطرافي و انا بين كتف الموت لم اتحرك عبرت الخواء من حولي بحثا عن دميتي القطنية عن العابي التي لم افتحها بعد ابحث عن صوت امي في الدهاليز المحروقة فلا اعثر الا على اسمي محفور بالحبر في ذراعي الصغيرة ايقنت حينها اني ميتة جدا و اني في صدر مهازل الحياة اركض جدا ارقص جدا اضحك جدا عدت الى جسدي البارد و استلقيت داخله و انا ما عدت انا ماعدت ذلك الخطر الذي يهدد امل الكرة الارضية اصفق في العتمة السحيقة لي .أغني لي الاعب الاقنعة التي خلعت ادوارها الحقيقية ثم اعود الى ثانية الى جثتي التي قضمتها القصف و صارت مترامية صرت ارفض العودة الي الى عالم يجر الفرح من الشفاه الندية تحرك شعور الموت بداخلي تلقى عناقه الثمين علي و لم اخف منه بقدر خوفي من الحياة ضاحكته صفقت له حضنته طمرت رأسي داخل صدره و ذهبنا معا انطفأنا معا وراء غيمة من نور من جهته فضل الرئيس الشرفي لجمعية أثار العابرين للثقافة و الادب لولاية وهران التدخل بكلمة مقتضبة عن مناسبة تأسيس اذاعة الباهية وهران كاضافة اعلامية و ثقافية و تنموية رائدة الامر الذي تطرق اليه ايضا الكتابان الحبيب بلمالكي و الدكتور بيوش جعفر و الشاعر الموظف بدار الثقافة زدور ابراهيم القاسم لولاية وهران بلحاجي العيد المدعو عابر سبيل ليختتم اللقاء الأدبي الكبير بتوزيع شهادات مشاركة على مجموعة المشاركين