الكون رحلة ألوان ساحرة* *من المجرة .. إلى الذرة

✍ منصور جبر :

الكون خليط من تناغم الألوان، فهو منسجم مترابط متماسك.

تتأمل في المجرات والنجوم التي التقطها هابل أو جيمس ويب فتجد لوحات فنية مدهشة جميلة أخاذة ساحرة تخطف لُبَّك بألوانها وبهائها {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح}.

تنزل إلى كوكب الأرض فيفتنك جناح فراشة، أو ذيل طاووس، أو لحظة غروب.

تذهب إلى الصحراء القاحلة الجرداء ورمالها، فتقف حائراً أمام اللون البرتقالي والأصفر وهو يرسم لك أخاديد الأرض وتقلبات الزمن في ذرات صغيرة متراصة تحتضن كل واحدة أختها.

تغدو أمام جبل أشم شامخ فتذهلك ألوان أحجاره ومتعرجاته ومنحدراته ما بين البني والرمادي والأسود والزرقة والخُضرة والبياض {ومن الجبال جُدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود}.

تذهب إلى النهر العذب فتحتار من ماء صافٍ ينساب في جمال لا لون له ولا طعم ولا رائحة.

تنزل إلى قاع البحر فترى ما لا يخطر ببالك، ولا تتصوره بخيالك. ولا يستوعبه عقلك، من جمال وتشابك وتناثر ألوان بإحكام وإتقان رهيب.

تنظر يمنة أو يسرة فترى أشجاراً بألوان متنوعة وأوراق مختلفة، وتميُّز كل ثمرة بلون فريد فلا تجدُ نفسك إلا ذاهلاً مشدوهاً.

تقف لحظة وتنظر في نفسك فتجد كل ألوان الطبيعة في ذاتك، شعرك وعيناك وجسدك وأظفارك وقلبك وكبدك ودمك وكريات دمك البيضاء والحمراء والخلية وألوانها وغيرها من الأسرار والعظمة {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.

لو مكثت طيلة عمرك تتأمل في تناغم وانسجام ألوان ورقة شجرة واحدة، أو ريشة طائر جميل لما أسعفك الزمن.

إننا أمام خالق جميل، أبدع خَلقَه، وأودع فيه ألوانا ساحرة تدلنا على جماله، نستلهم منها الحب والتناغم والانسجام والجمال والتعايش والسلام والتسبيح.

{فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى