قصة الطيار المعاق

بقلم /د.فايل المطاعني
( بعض التجارب تعيشها عن عمر بأكمله ،تستمع و تتلذذ بتفاصيلها النادرة.
لحظات لا تباع ولا تشتري ،هي تلك اللحظات الجميلة من حياتنا أو من تجاربنا.
لحظة ابداعك هي من اجمل اللحظات شغفا ….أنه شغف الابداع في أي مجال تراه مناسبا لك …ابداع ايها الانسان فقد خلقت لتكون ناجح )

واليكم الحكاية
انا راشد علي ،كانت امنيتي أن أكون طيار،ولكن وسكت هنا بطل قصتنا راشد قليلا. ثم تذكر أن هناك جملة كان عليها اضافتها ليكتمل المشهد فقال بعد فترة ليست بالقصيرة
( انا معاق ) قالها بإنكسار وحزن وضغط قليلا على القلم ،حتى كاد أن يكسره ونظر بحزن الى الاوراق واكمل قائلا: لقد تبدد حلم أن أكون طيارا بحادث اليم ،كنت انا من بين اخوتي الأربعة ضحيتها،وبكي وهو يتذكر تلك الليلة المشؤومة ،التي جاء إليهم والده ليقول لهم استعدوا لنذهب لزيارة جدكم وجدتكم لم نزرهم منذ فترة طويلة.
وسقطت دمعة كبيرة على الأوراق ،وهو يتذكر تلك الليلة وقال حينها
( راشد ):لقد تحطمت احلامي وكسرتني الايام و تكالبت عليه الاحزان،منذ تلك الليلة ولم اعد ( راشد علي) الذي كان ينظر إلى الدنيا بتفائل وحب وفرح .
واخذ يضرب رجله بعنف وقسوة وهو يبكي وبعد فترة قال:لا فائدة ،،،،لا فائدة يجب أن احفر قبرا وانتظر (ملك الموت) ليأخذ روحي فلم يعد لي لحياتي فائدة ؟؟!
انتظروا يا اعزائي يجب أن احكي الحكاية من اولها فأنا اختصرت لكم حكايتي ربما لرغبة مني أن أتجاوز تلك الحقبة، ولكن لنقلب الصفحة.
بعد إصابتي في ذلك الحادث المؤلم عندما اصطدم بسيارتنا سائق شاحنة ارعن نتج عن ذلك الحادث إصابتي انا بشلل بينما. نجا كل اخوتي ووالدي و والدتي.
تغيرت حياتي بعدها مائة وثمانون درجة ، لقد ضاع حلم الطيران ،لقد فقدت شغفي بالحياة ،ومرت الايام،وانا في حالة من عدم الرضا والسخط،وكلمة لماذا انا حدث معي ذلك؟!
ولكن بعد ثواني معدودة ارجع الى رشدي واقول ( استغفر الله العظيم و اتوب اليه )
ويكمل صديقنا حديثه
وانا على تلك الحالة وفي يوم كنت راجع من المدرسة ،والسخط والغضب على ملامحي كعادتي وهنا يضع القلم ويفكر ثم يقول :لا أدري طول تلك السنين كيف اهلي استحملوا غضبي وغبائي أيضا قالها وهو يبتسم .
المهم وانا عائد من المدرسة مثلما قلت لكم رايت فتي يصغرني بعدة سنوات ،يحلق بطائرته المروحية،في السماء فوقفت اراقب ذلك المنظر وكأني اراقب حلمي وهو يطير في السماء ويذهب بعيدآ.
وبعد لحظات هوت تلك الطائرة إلى الأرض وتكسرت بعض اجزائها ،ورايت الدموع الفتي في عينيه،وقفت أتأمل ذلك المنظر ،وحينها خطرت على بالي فكرة. لماذا لا اتي بقطع غيار الطائرات   ونقوم بتركيبها هنا في بلادنا وبذلك اكون قد حققت حلمي بأن احلق في السماء ولكن ليس كطيار ولكن كمهندس لهذه الطائرة.
وهذا كان مجالي عندما تخرجت من الجامعة كمهندس طيران.
وكان الشغف حاضر  فقد وجدت ضآلتي وجدت شغفي ونجاحي ،و عكفت خمس سنوات ادرس كل شي عن الطائرة والطيران .
وبعد التخرج وبمساعدة والدي اسست شركة لصناعة وتركيب قطع غيار الطائرات بمختلف أنواعها.
والان الذي يحدثكم هو المهندس ( راشد علي ) صاحب شركة الراشد  لتركيب قطع غيار السيارات … وكتب بالخط العريض
( الطيار المعاق راشد  علي )
ملاحظة كتبها المهندس راشد علي بالخط الاحمر  ( الصبي الذي تحطمت اجزاء من  طائرته  هو أيضا يعمل معنا كمهندس طيار )
       ختام                          
      أيها السادة
حافظوا على شغف النجاح  حتى لو كنتم معاقين
فالناس تصفق لك عندما تصل ، ولكن لا تري الصعوبات التي واجهتها في  بدايات الوصول …..
أيها الإنسان انت ناجح خلقت لتكون ناجح.
                تمت بحمد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى