مِنْ أرشِيفِ النِّهايةِ

✍عمرو محمدفوده – مصر :

فِي الحُلمِ تنْـطِقُ هذِهِ الصَّحراءُ
بِـ نسِيتَ وجهَكَ ..
أيُّهَا الحَكَّـاءُ .

تأتِيكَ مِنْ أقصَى المدينَةِ غُنوةٌ
فتقُولُ :
خَلفِي دمعَةٌ وَرقَاءُ .

رحَلُوا ،
ولمَّا خِفتُ ألَّا يُشهِدُوا
موتِي … كتبْتُ علَى الصّحِيفةِ ” جَاءُوا ” .

فإذا خوَاتِيمُ الحِكايةِ غُصَّةٌ
وإذَا مواعِيدُ القلوبِ عَزَاءُ .

في مِثْلِ هذَا اليومِ ..
حُوصِرَ آدَمٌ
وغَفَتْ علَى أوجاعِهَا حَـوَّاءُ .

ما لَا يرَاهُ النَّاظِرونَ ..
مُهَجَّرٌ
ورِسالَتَانِ .. وشُرفَةٌ بكْـمَاءُ .

لم يترِكِ الشعراءُ خلْفَ نُعُوشِهِمْ
إلَّا
( أحَبَّ وغادَرَ الشُّعراءُ ) .

لم يبقَ مِنْ كرمِ المعاجِمِ قطرَةٌ
آثامُنَا كلمَاتُنَا الجوْفَاءُ .

السِّجنُ لا يعنِيهِ أنَّ منَازِلَاً
هرِمَتْ ،
ولا خبزٌ ولا سَرَّاءُ .

لا يعرِفُ الجلَّادُ ماذَا يشتَرِي
بالدِّرهَمينِ ..
أُولئِكَ الآباءُ .

زِنزَانَةٌ ..
والجُوعُ يُوقِظُ حربَهُ
يا حَربُ ، ماذَا لوْ تغِيبُ ( الرَّاءُ ) .

لونُ الأريكةِ ليسَ أسودَ دائِماً
الميِّـتُونَ أسًى ..
هُـمُ الجُلسَـاءُ .

البحـرُ ..
أتعبَـهُ الحنينُ إلَى هُناكَ
.. وكلُّ آخرِ شهقَـةٍ ميْـنَاءُ .

شرَّقْـتُ أوْ غـرَّبْتُ ،
لمْ يَكُ مُربِكَاً
أنَّ البِلادَ ـ السِّجْـنُ والإِقصَـاءُ .

مُستسْلِمٌ للدَّاءِ ..
قالَ طبِيبُهُـمْ
: يبقَى علَى مِشوارِ لحدِكَ دَاءُ .

تِسعُونَ صمتَاً ،
والنَّخيلُ دفاتِرٌ
لثَمَـتْ يَدَىْ أيُّـوبِهَا صَنعَـاءُ .

تِسعُونَ رشَّـاشَاً ،
علَى فَمِ شاعِرٍ
نَـذَرَ الحُروفَ لِتَذهَبَ البَغضَاءُ .

( ليسُوا سَواءً ) ،
إنَّ مَنْ نبَشُوا القبُورَ
.. مساءَ أوَّلِ ذِلَّـةٍ ـ أُجَـرَاءُ .

أبنَاءُ عَمِّـكَ غَادِرونَ ،
وقُلْ لَهُـمْ
: ليسَ النِّهـايَةُ أنْ يغِيضَ المَاءُ ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى