أين ذهب حبيبي ؟؟
✍ صالح الريمي :
تكملة القصة …
قالت له: أنا موافقة على هذا الشرط، وطارت من الفرحة، وركضت على حبيبها الذي هو ذاته زوجها لكي تبشره وتخبره أن زوجها وافق على طلاقها مقابل أن تذهب وتخطب له وتزوجه! فشجعها حبيبها المزعوم لتنفذ شرطه وتحصل على الطلاق، ليخلو له الجو ويستطيع زواجها، وقال لها: نعم أخطبي له وزوجيه لكي لا يحتاج إليكِ بعد ذلك ويطلقكِ، لأنه سيكون لديه زوجةً ثانية، وهكذا تنالي حريتكِ منه.
وبعد عدة أيام؛ تعرف زوجها على واحدة تعمل موظفةً معهم، وقرر أن يخطبها وقال لها: أنه متزوج وعنده أطفال، وزوجته مريضة، وهي موافقة على زواجه، وهي التي ستأتي بنفسها لتخطبكِ لي!.
ففرحت البنت بهذا الخبر، ولم تصدق من الفرحة أن ضرتها هي التي تأتي لتخطبها لزوجها، وبكامل قواها العقلية ورضاها، وافقت البنت؛ وحسب الإتفاق ذهبت زوجته وخطبتها له، وذهبوا إلى المحكمة وأمام القاضي قالت: بأنها موافقة وبكامل إرادتها على زواجه، وتم العقد؛ وبارك لهم القاضي وأثنى عليها، وكانت الزوجتين أكثر سعادةً! واحدة لإنها تزوجت، والأخرى لأنها ستطلق وتأخذ حبيبها الغامض..
وظل الزوج يجهز نفسه للعرس، وفي نفس الوقت إستمر يتواصل معها في الفيس بإسمه المستعار! ودائمًا يؤكد لها بأنه بعد الطلاق سيتزوجها مجرد ما تنتهي عدتها، وأنه سيعيشها أحسن عيشة، وأنه سينسيها ما مضى من أيام، وأنه سيعوضها عن كل شيء فقدته مع زوجها السابق.
وهي عائشة في عالم الأحلام؛ حددوا يوم للعرس، ولكن قبل العرس بإسبوع حصلت المفاجأة! فقد إختفى الحبيب الغامض، وقفل صفحته بالفيس بوك، وفقدت الإتصال به تمامًا، وأصبحت تسأل نفسها: أين ذهب حبيبي؟ وماذا جرى له؟ ولماذا قفل صفحته؟.
طبعًا الزوج واضع رجل على رجل وينتظر العرس على أحر من الجمر، ومر يوم ويومين، وأسبوع وأسبوعين بدون أي خبر، هنا أحست أنها تعرضت لعملية خداع كبرى، وأن معشوقها المجهول قد ضحك عليها وهي لا تدري أن زوجها هو وراء كل هذه المؤامرة.
وأتى اليوم الذي زفوا فيه زوجها على زوجته الثانية، وهي ميتة من القهر! بسبب زوجها الذي تزوج عليها، وحبيبها الذي ضحك عليها وورطها وأختفى، وظلت ضائعة لا تعرف ماذا تصنع، فخلت البيت للعروسين وذهبت إلى بيت أهلها، وأمضت هناك يومين، ثم عادت إلى بيتها وهي مكسورة الخاطر، ومحطمة النفسيات، تحس بالخذلان ولا تستطيع ان تبيّن ذلك لأي إنسان..
وبعد الأسبوع الأول من الزواج؛ جاءها زوجها وقال لها: لقد أوفيتي بوعدكِ؛ والآن قد جاء دوري لأوفي لكِ بوعدي، وأحقق لكِ رغبتكِ في الطلاق، رغم أنني يعز عليّ أن أطلقكِ لأجلكِ، ولأجل الأولاد، وقال لها: أنه سيعطيها مهلةً حتى اليوم التالي لتتراجع عن قرارها، وإذا أنتِ متمسكة بقراركِ فسأذهب معك غدًا إلى المحكمة وأطلقكِ، أما إذا غيرتي رأيك فعليكِ أن تظلي في بيتكِ معززةً مكرمة.
طبعًا جاءتها فرصة من ذهب حتى تلحق نفسها ولا يطلقها! وجاءها في صباح اليوم التالي وسألها عن قرارها؟ فقالت له: أنها تراجعت عن رغبتها في الطلاق، وأنها ستظل زوجته الوفية له، وهي نادمة على تصرفاتها معه، فقال لها: لكِ ما تريدين؛ فقط أرجو ألا تنسي أن لك شريكةً في نفس البيت، فأنا لا أستطيع فتح بيت آخر، وأنتِ من زوجتيها لي وبكامل رضاكِ، فأرجو ألا تكوني سببًا للمشكلات بينكما، عيشوا مع بعض في ودٍ ووئام، وإن شاء الله لن أفرق بينكم في الحقوق والواجبات، وأعدل بينكم في المبيت، وسنعيش عيشةً سعيدةً خاليةً من أي مشكلات بإذن الله، فوافقت على ذلك.. انتهت القصة ولم ينتهِ الكلام.
*ترويقة:*
في القصة ارتكب الزوج في الغالب محظورين مؤكدين بالنص، لا محظورًا واحدًا: الظنّ الآثم، والتجسس، وقد وردت النصوص الشرعية بالنهي عن تجسس المؤمنين على بعضهم بعد الأمر باجتناب الظنّ الآثم الذي هو أكثر الظنّ، والبحث عن العورات أو التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشرّ، فقد قال الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظنّ إن بعض الظنّ إثم ولا تجسسوا)..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إيَّاكم والظنّ فإنَّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا … الحديث).
*ومضة:*
لا يجوز فعل الزوج أصلًا بالتجسس على زوجته وتتبع عوراتها، ولا الدخول عليها من حساب وهمي، قال عليه الصلاةوالسلام: (من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع عورته يفضحه ولو في جوف رحله).
*رابط:*
https://twitter.com/alremi_saleh1/status/1731188530083250449?t=-KViBJ6T9M5g7A_eJRUtOQ&s=19
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*