تعلموا الصبر من حرب غزة
✍خالد غواص – الجمعه ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣م :
من أراد أن يتعلم قواعد التحمل والصبر فليتابع ما يجري في غزة من حرب من دمار من موتى من ألم من حزن من فقد
شاهدت من جملة مقاطع أب يودع ثلاثة من أبنائه يقبلهم قبلات الوداع الأخيرة وهو يبكي مشهد تدمع له العيون وتنفطر له القلوب حين مشاهدة ذلك الحدث ثلاثة شباب في مقتبل العمر يرحلون فجاءة تراهم جثث هامدة أمام عينك
كم هو مؤلم ذلك المشهد لذلك الأب الذي يحمل في صدره كمية من الأمل والحلم لأبنائه وفجاءة ودون سابق إنذار يراههم موتى أمام عينه يتم تكفينهم يجتمعون عليهم الناس يبكيهم الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران والأب صابر محتسب تقطر عيناه بالدمع يرجو اللقاء في الجنة بأبنائه ، هنا تكمن قمة الصبر والجلد
حقيقة تعلمنا من أهل غزة قيمة الصبر والتحمل والجلد ، تعظم وتكبر في أعيننا مواقف الرجال حينما يقفون مواقف كتلك صابرين محتسبين رغم كمية وحجم الألم والحزن الذي يستشعرونه وصغرت في أعيينا هذه الدنيا وأدركنا إنها لا تساوي شئ
تجاوزنا بعض مما كنا نهتم به ونراه محل إهتمام أمام كل تلك المشاهد والمصائب التي مر بها ويمر بها أهلنا في غزة
تعلمنا أن الدنيا تفاجئك بما لم يكن في خاطرك وما لم تحسب له حساب ،
قد يقول القائل منكم هذا قدرهم ، وقدر الله وما شاء فعل نعم هذا قدرهم صحيح ولكن أن كنا نتحدث عن مفهوم الصبر فلا يمكن أن يزايد أحد على أهل غزة في صبرهم في قدرة تحملهم ولو ما أردنا أن نقارن بين صبر أهل غزة وغيرهم على سبيل المثال ، دعنا أن نفترض أن
الواحد منكم يامن تقولون هذا قدرهم ذهب للمستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية ويفاجئ بأن فحوصاته غير واضحة أو تحتمل بعض الشكوك مما يحدو بالطبيب لطلب المزيد من الفحوصات للتأكد من الحالة وقد تأخذ تلك الفحوصات المطلوبة فترة زمنية من الوقت لحين ما تظهر نتائجها تجد ذلك الشخص لا ينام ولا يجلس ولا يأكل ولا يشرب وكأن القيامة قامت حتى تظهر نتائج فحصه والمصيبة أن قيل له أن النتائج غير جيدة فحينها تتوقف الدنيا أمام عينه في تلك اللحظة ويحكم على نفسه بالموت المسبق بالرغم من أن مرضه يتوفر له العلاج
هنا مقارنه في الصبر والتحمل والجلد بين من يفقد موتى وبين نتائج فحص طبية بسيطة، فأن لم تضعك الأقدار في تلك المصائب العظام فأشكر ربك وقل الحمد لله وأطلب لإخوانك وأدعو لهم بالصبر والثبات ولا تزايد عليهم ،
أحداث غزة وحربها تعلمنا منها الشيء الكثير وكشفت لنا الشيء الكثير
فنسأل الله لهم الثبات والنصر والتمكين والجنة لشهدائهم والصبر لأهلهم .
.