بحر من الحُب

✍ صالح الريمي – جدة :

بعد غياب دام عشرة أشهر، أرسلت زوجة بدوية عربية أصلية برسالة نصية عبر الواتس آب لزوجها تقول فيها: “حبيبي، أريدك أن تكتب لي دائمًا فأنا امرأة تهوى كلام العشق والغرام، وعاشقة في زمن يكره الناس فيها كلمات الحُب، فكلامك الجميل يدغدغ مشاعر وأحاسيس قلبي، فيا حبيبي أنت لي كالسحر المشروب” . 

أحبك أيها الرجل البعيد جسدًا القريب مني روحًا، فقد أشتقت إليك وأشتقت لكل شيء فيك، أشقت لأنفاسك الملتهبة بالشوق الكبير، أشتقت لهمسات تقتلني وأنا بين أحضانك الدافئة.

أقول لك: أشتقت إليك، فأين أنت؟ فأنا الآن كالتائهة في عالمك الذي صنعته لي، فقد أشتقت إلى ضمي بين أحضانك، وما زلت أتذكر آخر لقاء كان بيننا، فهمساتك دغدغت قلبي وكلماتك لامست روحي..
زوجي الحبيب: أيها الحنون الرقيق كرقة النسيم العليل، يا من تسمعني صباحًا ومساءً أجمل الكلمات وأرق العبارات، أيها الرجل الذي أصبحت لا أطيق فراقه، أنت مثير يا عزيزي كالطبيعة الخلابة، يا من تنطق الكلمات فتخرج مثل ثورات البراكين، يا من تسليني قبيل الفجر بلحظات تغرقني همسًا ولمسًا وحبًا يفيض من ثناياك رقة وحنانًا.

زوجي ومالكي ومملوكي: امتلكني الآن، واتنتظر ثورة حبي وغضب مشاعري، يا حبيبي أيها الرجل الحر، إنني إمرأة حرة، لأنك أنت يا حبيبي حريتي وفضائي، لا أريد أن تطول الأيام أكثر من ذلك وأنت بعيد عني، لم أعد أحتمل هذا البعد..
زوجي الحبيب أنت حاضري ومستقبلي والماضي الذي كنت أعيشه أحلامًا، فالآن أعيش حقائق رغم أني غير مصدقة لما أنا فيه من حب وعشق وهيام ووله لك، إنني يا حبيبي الآن في حالة ذوبان وانصهار جبال ثلوجي من شدة العشق الذي أنا فيه لك.

إنني يا حبيبي في حالة إنفجار وتوهان من بعدك، فدرجة الغليان من شدة العشق والهام بعثرت أجزائي هنا وعندك هناك البقايا، سأدعو لك في صلواتي أن تبقى بقربي وأن تحتل مكانًا مرموقًا وموقعًا، كمساحة الفضاء في هذا الكون يا أكثر البشرية إنسانية..
حبيبي يا من تحرك الأشياء من أمكنتها بحبك لي، حبيبي يا ملاك الطاهر والحنون يا من تسليني في أحلامي وصحوتي، حبيبي يا من خلقت لي أيامًا تختلف عن ذي قبل أيامًا وليال تهيج في قلبي حبك العاصف الثائر.

أحبك يا حبيب قلبي في كل يوم حبًا مختلفا حبًا آخر يحولني لامرأة وأنثى بكامل انوثتي، فحبك ينسيني نفسي ومن حولي وكل ما يدور حولي، حتى التزاماتي أهملتها وبالمقابل اهتم بشكلي كي ازداد أنوثة لك..
أحبك يا حبيب عمري وكل ما فيك أهواه حتى خطوات قدميك أشتاق إليها أشتاق! لأن امشي بقربك، أحتاج لارقص معك رقصة أبدية لا افلت من بين يديك.. اشتاق لان تضمني بعمق، مثل البحر الذي يضم اللالىء، أريد أن تقتلني حبًا وتغرقني حبًا أيها البحر من الحب.

أحبك الآن وأريد أن ازداد عشقًا وحبًا فيك وفي خلاياك أن ازرع نفسي فيك واحشر ذاتي في ابسط شؤونك يا حبيب الروح، أرجو أن تحتمل كل ما يبدر مني من جنون وأن تحتمل طبيعتي الأنثوية، فقد أتعبك وأزعج دماغك يومًا من غيرتي عليك وقد تكون غيرتي جدًا صريحة..
أراني يا حبيبي في كل يوم إمرأة مجنونة أعبر عن حبي بأنانية وأدرك أنني كذلك، ولكني بدأت لا اقدر على تحمل فراق البعد عنك، فأنت أهم أملاك حبيبي، واحتمل حبي الخانق لك والمقيد، واحبني بعنف يا رجلي الشهي الذي اشتهيه في كل لحظات أيامي.

ترويقة:
فرد عليها الزوج برسالة مستوحاه من إحساس ووجدان يجول بخاطره مما وجده من حسن تعاملها وكمال تبعلها، وعلى لسان حالها عبر قلمه المتدفق مشاعرًا وحبًا وودًا لزوجته:
حبيبتي ونور عيني ونور حياتي يا من ملكتِ حياتي، ولأجل عينيكِ عشقت الهوى، ولأجل عينيكِ أحببتُ الهوى، ولأجل عينيكِ سأصير لكِ زوجًا وحبيبًا إلى مدى الدهر.

*ومضة:*
إن لم يكن شعور المرأة هكذا تجاه من أحبت، فهي لم تعد أنثى.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى