رواية ‘ النسل اليهودي ‘ لمؤلفته شهيناز الصباغ يواصل تحقيق اكثر المبيعات

محمد غاني _ الان
لا تزال رواية “النسل اليهودي ” لمؤلفتها المتالقة من ولاية تلمسان شهيناز الصباغ تواصل حصد الكثير من المبيعات في مختلف معارض بيع الكتاب و تحقق اكبر اعجاب و اقبال من طرف القراء بعاصمة الزيانيين و جوهرة المغرب الكبير تلمسان و ما جاورها من الولايات و حتى اصبحت هذه الرواية مطلب الكثير من المؤسسات العارضة و الجمعيات الثقافية التي سرعان ما تنفذ من اروقتها جميع النسخ المعروضة للبيع بالتوقيع و قد قدم لرواية ” النسل اليهودي” و حقق فيها الكثير من النقاد و الاساتذة المهتمين بالادب و نشرتها جرائد شتى منها جريدة الشروق المصري للصحافي أحمد علي و جريدة الحياة لسارة سعيداني و جلسة بيع بالتوقيع مع دار الفكر العالمية و جريدة الوسط المغاربي للاستاذ بونيف المسعود و جريدة بركة نيوز فضلا عن الاعجاب الشديد بالرواية و التحمس لقراءتها من طرف الاستاذ اودينة حسين و استضافت العديد من الإذاعات منها اذاعة تلمسان الروائية شهيناز الصباغ للحديث عن روايتها ما جعل الكاتبة تفكر في اعادة طبع مئات النسخ منها في حال توفر الإمكانيات المادية و ذلك لاهمية هذه الرواية من حيث المحتوى الروائي الذي يتضمن علاقة اليهود بالسحر ضمن أجواء غامضة مرتبطة بجريمة قتل و اختفاء مريب و عائلة كئيبة حيث يتم سرد الوقائع من طرف فيروزة الفتاة التي يتخلل حياتها العديد من الأحداث التي تحمل في طياتها الكثير من الغموض و التفاصيل المثيرة للاستغراب التي لا تجد لها تفسيرا منذ طفولتها الى أن الأكثر غرابة هو الكابوس الذي ظل يتراءى لها أثناء نومها و لمدة خمس سنوات و في سبيل فك اغوار الأسرار التي تستكنف حياتها بين حيرة و خوف تلجأ فيروزة الى استاذ في دراسة الديانات السماوية لكي يفهمها الاحداث الغريبة التي تجري مع فيروزة يدرك الاخير ان عليه العودة الى البداية …..و لكن أين تكمن تلك البداية بالضبط يكشف الاستاذ ان الكابوس الذي ظل يطاردها يخص الفتاة المختفية التي ادعى الجميع انها هربت مع رئيس الخدم اختفت الفتاة و ظل لغزها قائما كما هو لمدة خمس سنوات و يتم العثور على رئيس الخدم جثة هامدة …و هذا ما يجعل القصة تتحول الى اكثر من مجرد اختفاء لكن كلما حاول الباحث في تاريخ الديانات السماوية كشف العلاقة بين فيروزة و تلك الفتاة المختفية كلما ادرك ان الامر ليس مجرد كابوس عادي او مصادفة بل يعتقد ان لما يحدث مع فيروزة و اختفاء الفتاة بتلك الطريقة علاقة بشئ شرير مهما كان فهو يتعلق بتشفير يهودي لرموز و الغاز و لكنه لا يدرك أنه بذلك يعرض نفسه لكثير من المفاجآت و المخاطر تبحث الرواية في تاريخ بني اسرائيل فتركز على الالغاز و الرموز التي اعتمدها اليهود منذ القدم في اخفاء أبشع اسرارهم (الحكمة السرية) و تتطرق الرواية ايضا من خلال شخصية الاستاذ في تاريخ الديانات السماوية “عبد الوهاب”الى اظهار حقيقة الكتب اليهودية (الثورات و الزوهار و الثلمود)من خلال تفكيك مجموعة من الرسائل المشفرة من داخل القرية “عين الجن” تبدأ فيروزة بسرد مذكراتها بنقل لنا ما عايشته منذ طفولتها داخل عالمها الخفي على العيان و الذي لا نعرف عنه الكثير تبدأ بسرد الهول الذي عايشته خلال عيد ميلادها العاشر (لم يكن حلما ولا وهما و لا تصورا في ذهن طفلة على الرغم من انها كانت على ايمان بهذه الفكرة الضبابية كأي طفلة مازالت تعد اعوامها على اصابع يديها بحثت في عقلها عن تسمية لذلك المخلوق الغريب و لم تعثر على الاسم المناسب و لكن وسط التخبط و الارتباك انتابتها فكرة عبثية كريهة تشير الى انه الشيطان ٫شيطان رجيم )…..لم يخطر لها ابدا انها كانت مجرد البداية )في نفس السنة تكتشف فيروزة رسالة مشفرة مكتوبة بلغة قديمة و في محاولة لكشف حقيقتها تلجأ فيروزة وجدتها الى الاستاذ في تاريخ الديانات السماوية
يدرك الاستاذ عبد الوهاب ان امله الوحيد في انقاذ حياة فيروزة هو حل تشفير تلك الرسالة الغامضة أين تكون الوجهة التي تقود اليها و سرعان ما تجرف الاحداث سي عبد الوهاب الى عالم غامض و سري لماض مخبأ ببراعة بدا فيه ان الاسرار والاكتشافات غير المسبوقة تقوده الى حقيقة واحدة لا تصدق يقرر اخيرا الاستاذ في تاريخ الديانات السماوية الاستعانة بصديقه المفتش حمزة و هناك شخصية اخرى يبرز دورها في الرواية و هي شخصية عبد الرحمن يعمل صحافيا يقوم الصحافي بمساعدة الاستاذ “السي عبد الوهاب”في تحقيقه يتوغل الصحافي في الماضي و الأسرار العائلية و بالأخص أسرار عائلة نورماندي ٫٫و لكن ما سوف يكتشفه أمر لا يمكن للعقل تصوره يجد الثلاثة انفسهم مقمحين رغما عنهم في خضم تفسير ظواهر غريبة (كانوا مضطربين يعلمون ان شيئا ما يحدث لهم… انتابهم احساس بأن من كتب الخمس و عشرين حرفا بطريقة ما اختارهم و ما عليهم الا تلبية ندائه كان ما جمعهم داخل هذه الغرفة غامضا مثيرا و قبل كل شئ حزينا و مخيفا لكنهم حتى هذه اللحظة لم يكتشفوا الا جزء من الحقيقية ولم يعلموا ما ينتظرهم…) و اثناء بحثهم عن حقيقة سر الرسالة المشفرة يتقاطع مصيرهم بليلي الفتاة المراهقة التي كانت تعمل مربية داخل قصر احد اغنى العائلات في الجزائر و مع مرور الوقت تتسارع الاحداث ليكتشف الجميع أنها نفسها الفتاة التي اختفت منذ خمس سنوات اثناء عملها كمربية
ماهي ملابسات الاختفاء؟هل اختطفت أم قتلت أم ان للامر علاقة بما يحدث داخل تلك العائلة ؟و في محاولة يائسة لأكتشاف حقيقية ما حدث لها و عبر كم كامل من الالغاز و داخل اكثر القصص المظلمة للتاريخ المخفي و المعتقدات المتطرفة السرية يقودنا الثلاثة عبر متاهة من التعقيدات
و في اعقاب ذلك وفي محاولة لكشف اجوبة الاسئلة التي تخص الاحداث الغريبة يتطرق الأستاذ عبد الوهاب الى وجود السحر مؤكدا ان التجارب و الدراسات وحتى الفلاسفة قديما و حديثا اكدوا ان الحروف و الكلمات لها خواص لا تنكر و قد تظهر تلك الخواص اذا قرأت الكلمات بمقدار معين كما تظهر احيانا اذا قرأت الكلمات على اظافر او شعر او ملابس اي انسان اما في القرأن الكريم يطلق السحر على اي امر عجيب استعين فيه بالشياطين لتحقيقه و الاستعانة بالشياطين لها صور شتى ” قد يقرأ بعض الناس كلمات توجب الكفر و الشرك او يمدح بها الشياطين او تعبد بها الكواكب و النجوم …..(الاقسام السليمانية السبعة للطاعة تستخدم لاجبار اي جني على الطاعة او للحماية و التحصين من اي جني او لطاعة خدام الخواتم الروحية او لأي شئ او كجزاء ليس تعذيباو انما تسخيري يجعل الجن يشعر بوجوب الطاعة او يمكنك ان تجعل الجني يعاهد او يأخذ عهدا على نفسه بالاسماء الشريفة التي تستخدم باللغة العربية او بالسريانية لكن بالسريانية يكون التسخير اقوى)
ايضا تذكر الرواية ان الكتب التوراتية عن العهد القديم تقدم صورة مغلوطة عن الله و الدين كونها من تأليف الحاخامات او الاحبار و المعروفين باللغة العربية ب “الربانيين”اذن فهي تشكل شهادة كاذبة فالاسفار المنسوبة الى الانبياء لم يكتبها الانبياء عليهم الصلاة و السلام بل اشترك في كتابتها عدد كبير من المؤلفين و عندما اكتشفت هذه الحقيقة اضطر العديد من علماء اللاهوت والاحبار لتغير موقفهم بان قالوا رغم ان الاسفار لم يكتبها موسى والانبياء عليهم السلام
بين الله الرحمن الرحيم “اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا من دون الله”(التوبة)كما سبق و ذكرت بعض ايات القران الكريم الصريحة ان اليهود قد حرفوا التوراة و غيرها من كتب الله المنزلة على انبيائه من بني اسرائيل فقد توعد الله اليهود الذين يحرفون الكلام عن مواضعه بسوء المصير بقوله تعالى “فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون”
و تعلل الرواية فقدان اليهود النسخ و السند لكتبهم المقدسة بكثرة حوادث الاضطهاد و النكبات التي نزلت بهم خلال تاريخهم الطويل و من تلك الحوادث : الغزو الآشوري عليهم في سنة (722)ق .م ثم الغزو البابلي الشهير سنة(586)ق.م و ما نتج عنه من تدمير الهيكل و اخذ بني اسرائيل سبايا الى بابل (وهنا نحن نقترب من بداية ظهور السبط الثالث عشرة الوقت الذي بدا فيه كل شيئ في الحدوث فقبل بداية الشريعة الشفوية انتشارا عبادة الاوثان في المملكتين ظهر فيهما الكثير من الانبياء و لكنهم قتلوهم جميعا و لكن مع قتل النبي يحي على يد الملك هيردوس توعدهم نبي الله بأنهم ان لم يعودوا الى الحق و التوراة فان الله سيسلط عليهم اعداءهم البابليين و لكنهم تجاهلوا النصح فتعرضوا لما يعرف بالسبي البابلي فقد بدأ الامر حين ساقوهم عبيدا مذلولين الى بابل كارهين لأنفسهم ولانتمائهم ولدينهم ولربهم يحملون التوراة في ايديهم بعدما سقطت من قلوبهم …حتى قال الله تعالى فيهم __بعد بسم الله الرحمن الرحيم “مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله و في نفس السباق ظهر من خلال محاولات فك كلمات مشفرة ..”ان التلموذ المعروف بالتعاليم الشفوية التي نزلت على موسى في جبل سيناء والذي ينظر له اليهود على انه كتاب مقدس منزل من عند الله كالتوراة بل يقدسونه يرفعونه ويضعونه في مكانة اسمى من التوراة يحوي على تعاليم تجيز لليهود التعامل مع الشياطين و استخدام السحر وهو ما أكد عليه المعلم اليهودي (اليفاس ليفي)بمقولته”ان التلمود اول كتاب سحري “و بحسب التلمود فإن الشيطان يحب ان يكون بجانب الحاخامات لان الارض الجافة تحتاج الى المطر ٫(كما احتالوا على اهل باببل بان زعموا ان التلمود وشروحاته المختلفة تحوي على تصريحات بممارسة السحر واخفت الدليل على هذه الممارسات وبذلك اسكتت اي ادعاءات تزعم ان كتابا يحوي على السحر بان نسبته انه كتاب تنزل من السماء اي ان موسى عليه الصلاة و السلام استلمها من الله شفهيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى