الحلقة الأولى سلسلة قصص *محطات من عالمي الجميل*

تأليف السيد هاشم بن علي الكاف : 

كانت تجلس على اريكة بالية ترتدي معطفها الابيض الانيق تراقب زخات المطر المتساقطة على زجاج شباكها تتأمل سريان قطرة الماء على طول زجاج النافذة القطرة تلو القطرة وتتلمس الزجاج باطراف اصابعها وتتمتم حنينا لماضيها الاليم والجميل.
حالها الآن ليس كسابق عهدها، لم تعد تلك الطفلة المدللة بل اصبح ذاك الدلال من الماضي الجميل لم تعد بالامورة علياء بل اصبحت الجدة علياء والتي اخذت من مجلسها ذاك على تلك الاريكة محطة لانطلاق حدوتنا هذه.
علياء قضت طفولتها وشبابها مدللة تلبّى لها طلباتها وتتحقق امنياتها وكانت ابتساماتها تصول وتجول بين اركان المكان فمضى الزمان وذهب الخلان وتهدمت الاركان فكان ياما كان
تفقد الاب ابناءه في ليلة من ليالي الشتاء وتحت جنح الظلام فلم يجد ابنته في سريرها فذهب واحضر انارة ليجد ان ابنته الصغيرة ذات السنتين ليست في سريرها نائمة فتفقد الدار وانجلى الليل وحل النهار فتتبع الاثار فما وجد لها اثار فتحسس الاخبار من الاخيار فقيل ما قيل وكثر الكلام والاب على وجهه قد هام وانقضى العام تلو العام فلا اثر لها ولا اخبار.
ليلة فقْد تلك الفتاة كانت ليلة باردة ممطرة وكان ابو احمد يتفقد خارج داره من اثر المطر فاذا بصوت بكاءٍ خافت قد اعياه البرد و رقرقته الدموع فراح يبحث عن هذا الصوت فاذا بتلك البنت ملقية على بطنها مبللة ترتعش بردا مزرقة شفتيها باردة الاطراف حملها وضمها الى صدره لتدفئتها وذهب بها مسرعا الى داخل الدار لاسعافها وانقاذها من خطر حالتها.
فصار ابو محمد متعجبا يتساءل كيف وصلت هذه الطفله الى جوار داره رغم ان بيته وحيدا في مزرعة كبيرة يبعد عن اقرب قرية ثلاث ساعات سيرا على الاقدار وساعة ونصف بالسيارة لوعورة الطرقات وخصوصا وقت موسم الامطار.
وبعد يومين تحسنت حالة الطفلة و بدات تستعيد بعض من صحتها ونظارتها.
ذهب ابو احمد الى اقرب قرية اليه يسأل عن اهل تلك الطفلة وهل فقد احد طفلته واخبر الناس بقصته ولكن لا احد يعرف احدا فقد طفلا.
لم يكن ابو الطفلة يسكن في تلك القرية التي يسأل فيها ابو احمد انما كان يسكن في قرية بعيدة عن تلك القرية ونظرا لتدمير الطرق من جريان السيول الجارفة لم يستطع الاب الى الذهاب للقرى المجاورة لنقل الخبر او البحث وها قد انقضت ثلاثة اشهر ولم يستطع ابوها الخروج من القرية للبحث عنها
قرر ابو احمد ان يحتضن البنت حتى يسأل عنها احد فقرر تسميتها علياء في الوقت الراهن ليمكنه التواصل ومناداتها بإسم ما الى ان ينقضي موسم الامطار. حيث من المقرر لابو احمد ان يسافر وعائلته الى الهند للتجارة.

يتبع حلقة 2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى