لمة العيلة

✍️منى حسن – جمهورية مصر العربية :-

لا أدري ما أوجه الشبه بين أبي وبين يوسف السباعي أو بين أمي وأم كلثوم .أو بيت أبي وأفلام الأبيض والأسود ..ما هذا الحنين والشوق الذي يملأ نفسي كلما قرأت كتابا ليوسف السباعي أو إدريس أو أخرجت مجلد (الرسالة) الذي جمعه أبي وذهب به إلى المطبعة لعمل غلاف سميك له ووضع اسم الرسالة بماء الذهب على الغلاف ..
حنين غريب يملأ قلبي عندما أستمع لعبد الوهاب أوأم كلثوم او أشاهد فيلما لعبد الحليم أتذكر تعليقات أمي وهي تعدد صفات ماجدة أو فاتن أو مريم ، هذه رقيقة وهذه صادقة لا تمثل وهذه جميلة ودموعها المنهمرة عندما تتعرض احداهن لخيانة ….
رائحة الخبز تذكرني ببيت أبي فكان تحت بيته فرن افرنجي نشم رائحة الفينو فجرا وقت المدارس والكعك في أواخر رمضان ….تجمعات الجارات لعمل الكعك والبسكويت وحكاياتهم وضحكاتهم ودعائهم بأن الكعك يطلع حلو أصله بفلوس الجمعية ، والصبية يحملون الصاج إلى الفرن وانتظار نتيجة الخبز كمن ينتظر نتيجة الامتحان…
فوازير رمضان تذكرني بأبي وأمي وتسابقهم في حل الفوازير ومشاركتنا في الحل وإرسال الحلول والحلم بالمكسب وسنعمل إيه لو أخذنا الجائزة الاولي ….أتذكر مذياع مطبخ أمي الذي لا ينطفئ طول عملها تبدأ بإذاعة القرآن الكريم وتسمع الفتاوي ثم ربات البيوت وكلمتين وبس وأبلة فضيلة ، وقد اورثتني عادتها فمذياعي لا ينطفئ في المطبخ مثلها.. ذكريات محفوره داخلنا.
لا يعرفها إلا أطفال السبعينات وشباب الثمانينات …لمة العيلة مع حنية الأب وكرمه وسنده وهمه هو أن يحافظ على كرامتنا ولا يسمح لأي أحد أن يؤذينا …لمة العيلة مع ضمة الأم وبذلها الجهد لسعادة الأسرة..
إفطار الجمعة فول وطعميته والبيض والبطاطس المحمرة ..صنيه الرقاق باللبن…الكعك والشاي باللبن في العيد…أحلى فته ولحمة في العيد الكبير..
لمة العيلة مع أخوك وأختك تحل مشكلة ده وتتخانق مع ده وتخاف عليهم زي عنيك
..لمة العيلة مع فيلم السهرة يوم الخميس واللب والفول السوداني …لمة العيلة وانت بتذاكر وتسمع بصوت عالي وتخرج تعمل كوب شاي تلاقي ابوك بيدع لك وأمك تقولك هعملهالك أنا …..لمة العيلة الآن ذكرى جميلة لما تحب تريح من هموم الدنيا تعمل كوب شاي وتقول الله يرحمهم كانت أجمل لمة وأجمل عيلة..
تغير طعم الشاي من أمي كان طعم تاني… حتى السهرة واللمة ليت أيامها تعود.

منى حسن
٠١٢٢٣٠٩٠٤٧٢

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى