رحبت السفارة الصينية بالقاهرة بحضور الرئيس السيسي بدعوة أخيه العزيز فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ عبر تقنية الفيديو كونفرانس لاجتماع الحوار رفيع المستوى للتنمية العالمية سيضخ زخمًا جديدًا لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي ودفع التنمية والتعاون بين دول العالم.
وقالت السفارة: سيؤدي الاجتماع بين رئيسي الصين ومصر عبر الفيديو بالتأكيد إلى الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى مستوى أعلى ، وتقديم مساهمات إيجابية للحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة .
وشارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر الفيديو كونفرانس في جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية في إطار “البريكس بلس”، وذلك تحت رئاسة الرئيس الصيني شي جين بينج، الرئيس الحالي لتجمع دول البريكس، ومشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات”.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن تجمع البريكس يعد من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، والذي يضم في عضويته كلاً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وسبق وأن شاركت مصر كضيف في قمة البريكس التي استضافتها الصين في سبتمبر 2017، وتمثل دعوة الصين للسيد الرئيس للمشاركة في جلسة الحوار رفيعة المستوى لقمة هذا العام تأكيداً على مكانة مصر وما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية وتجارية رائدة على المستوى الإقليمي، بما يؤهلها لتعزيز علاقاتها مع هذا المحفل التنموي الهام، كما تعكس الدعوة متانة الروابط القائمة على الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مختلف المجالات بين مصر والصين، وكذلك علاقات الصداقة الوطيدة بين السيد الرئيس ونظيره الرئيس الصيني.
وخلال كلمته قال الرئيس الصيني شي جين بينج، الرئيس الحالي لتجمع دول البريكس: تعد التنمية عنوانا أبديا للمجتمع البشري. لما أصبحتُ فلاحا في قرية صغيرة في هضبة اللوس الصينية في أواخر الستينات من القرن الماضي، لمستُ مشقة أهاليها في الأعمال الزراعية ومعاناتهم في كسب الرزق، وكان شوقهم إلى الحياة الجميلة محفورا عميقا في ذهني. عندما زرتُ هذه القرية بعد مضى نصف القرن من الزمن، وجدتُ أن أهاليها لا يساورهم القلق من الكساء والغذاء، وكانت على وجوههم ابتسامة السعادة.
يقول الصينيون القدامى: “إن الإنسان عندما يتوفر له ما يكفي من الحبوب يكون مؤدبا، كما أنه يميز بين الكرامة والذلة عندما يؤمّن له الأكل واللباس”. خلال السنوات الماضية زرت المدن والبلدات والأرياف في الصين كما زرت عددا ليس قليلا من الدول. لمست بعمق أن التنمية المتواصلة هى السبيل الوحيد لتحقيق أحلام أبناء الشعب من السعادة والرفاهية في حياتهم والأمن والاستقرار في مجتمعهم.
بذلت الدول النامية الغفيرة منذ فترة طويلة جهودا حثيثة في استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية الخاصة وفي تحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، وحقق في هذا الصدد إنجازات مرموقة. قد أصبحت الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية تشكل نصف حجم الاقتصاد العالمي، وكما أنها قطعت أشواطا كبيرة في مجالات التكنولوجيا والتعليم والمجتمع والثقافة.
في الوقت الراهن، تلتهم جائحة فيروس كورونا المستجد ثمار التنمية التي أحرزها العالم منذ السنوات، وتتعثر عملية تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وتتواصل الفجوة بين الجنوب والشمال في الاتساع، وحصلت الأزمات في مجال أمن الغذاء والطاقة. وتقوم بعض الدول بتسييس أجندة التنمية وتهميشها، وهي تشيد “فناء صغيرا محاطا بجدار عال” وتفرض العقوبات القصوى وتصنع الانقسام والمواجهة. وفي نفس الوقت، أصبحت رغبة شعوب العالم في السلام والتنمية والتعاون أكثر قوة، وأصبحت إرادة الأسواق الناشئة والدول النامية في تعزيز الوحدة للتقوية الذاتية أكثر ثباتا، وأصبحت الفرص التي أتت بها الثورة التكنولوجية الجديدة والتحول الصناعي الجديد إلى دول العالم أكثر وعدا.