الحلم

✍️فايل المطاعني

                     ” الفصل الثاني”

نهضت كريمة فزعه من نومها و تصرخ على ابنتها مطالبة ياها بالحضور الى غرفتها فورا . سمعت فاطمة صراخ والدتها فهرعت اليها مسرعة وهي فزعة.
فاطمة : امي ما الذي حدث لماذا تصرخي ؟
كريمة : حلمت حلم اعوذ بالله، مش كويس خلاص
فاطمة : الله يهديك يا ام خالد حلم يعمل فيك كل هذا. هيا أخبريني ماذا اخافك؟
كريمة:حلمت أن والدك وسكتت فجأة وحين تتذكر الحلم تبكي، ولكن ابنتها اصرت ان تعرف ما هذا الحلم الذي جعلها تصرخ هكذا! وبعد عدة محاولات لتهدئة والدتها، نجحت اخيرآ واعطتها كأس من الماء و هدأت والدتها ثم قالت
كريمة:حلمت أن والدك وقع في بئر عميقة و مظلمة لدرجة لا ترين أصابعك من شدة الظلمة. والدك يصرخ ويقول:انقذيني يا كريمة اخرجيني من هذا البلاء. وبكت كريمة وهي تقول:لقد حاولت اخراج أباك من البئر ولكن لم استطيع.
قاطعتها ابنتها قائلة
فاطمة : يا ام خالد المسألة برمتها حلم ، لا تحملى نفسك أكبر من طاقتها، هذه حاجه بسيطه لا تجعليها تنغص عليك ليلتك وفرحتك بهواء العجمي الرهيب وابتسمت وهي تقول فاطمة: خلاص غلبتني يا ست الكل العجمي احلى من شرم الشيخ.
تحاول كريمة أن تضحك ولكن القلق والخوف على زوجها قد بدد كل المرح والفرحه بجو اسكندرية خاصه ان الدنيا بدات تمطر وتسمع زخات المطر على السقف الزجاجي المعمول بطريقة القرميد بحيث ان المطر ما ان يقع بداخله حتي يناسب بكل هدوء الى الجوانب، وقد كشفت الامطار عن اللون السماء السماوي المبلل بالمطر، بدات النجوم الصغيرة التي رسمت على السقف الزجاجي من الداخل وكأنها حقيقية بعد ان بلل المطر فجعل النجوم تضئ في لوحة اعطت المكان جماﻵ فاق الوصف، واضافت فاطمة قائلة لوالدتها:أن شاء الله غدا من الصباح الباكر سوف اتصل للوالد، واذا ما رد سوف اتصل على خالد ، لا تقلقي يا غاليه، أن شاء الله اول ما يرد واحد منهم سوف اجعله يتصل بك للاطمئنان عليهم و هدأت السيدة كريمة و قالت:والنبي يا فاطمة بكره اتصلي من بدري، وان لم يرد أحد منهم أتصلي بالاستاذ علي حمد مدير مكتب والدك ، المهم حد يطمنا عليهم
★★★ مسقط
المقدم سالم هلال
كانت ادارة التحريات، ليس لها حديث سوى مقتل رجل الاعمال سعيد زهران واختفاء حمد الشميسي وقد انتشرت اشاعة في اروقة الادارة بأن العميد حمد قد احيل للتقاعد بعد ان رقي الى لواء أو نقل إلى مكتب معالي المفتش وان المقدم سالم هلال رقي الى عقيد وهو الذي سيتولي مهام ومسؤولية الادارة، وكان الكل يتكلم عن هذه المسائل ولكن بصمت
في انتظار الاعلان الرسمي عن ذلك.
المقدم سالم ، ينظر الى التقرير، وقبل ان يكمل القراءة، سمع صوت هاتف مكتبه.
وكان المتصل اللواء حاتم سالم
اللواء: السلام عليكم مقدم سالم
المقدم سالم: وعليكم السلام ورحمة الله سيدي اللواء
اللواء حاتم: جريمة قتل تشغل الراي العام بدات الاشاعات تنتشر، ويكثر القيل والقال، وهذا لا نريده يا مقدم سالم لان بعدها يصعب علينا السيطرة على الوضع
المقدم سالم: سيدي نحن و يقاطع اللواء حاتم قائلا: مقدم سالم، انت مكلف بملف القضية، من الان، ولديك كامل الصلاحية. ثم قال بحزم: المجرمين يجب ان يكونوا في قبضتنا في أسرع وقت
المقدم سالم: أن شاء الله سيدي.
وقبل أن يغلق اللواء حاتم الهاتف قال : نحن معك أنت ضابط كفؤ والضباط الذين معك كلهم أكفاء، واغلق الهاتف.
وقف المقدم سالم خلف نافذة مكتبه، يرمق المارة وينظر بإعجاب الى المحلات التي تقف شامخه بلونها الابيض الجميل في ضاحية القرم..وحينها ذهب بفكره بعيد وهو يقول: أن شاء الله سوف نقبض على المجرمين، وسنقدمهم هدية الى العميد حمد حال عودته الينا بالسلامة يتبع . (عمدة الادب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى