المنتدى الاقتصادي “روسيا – العالم الإسلامي” يناقش من تتارستان العلاقات التاريخية ودور التتار المسلمين بحضور المفتي راوي عين الدين

 

 

كتبت – حسناء رفعت

ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي (روسيا-العالم الاسلامي): منتدى قازان؛ انطلقت اليوم في قاعة المؤتمرات بمسجد العالم التتاري شهاب الدين المرجاني فعاليات المنتدى العلمي الدولي بعنوان: (التتار في العالم الاسلامي)؛ والمؤتمر العلمي والتطبيقي الثامن لعموم روسيا بعنوان: (قراءات العالم التتاري شهاب الدين المرجاني والعالم المؤرخ حسين فيض خانوف) من كبار علماء الدين الاسلامي التتار.

الذي يكرس للاحتفال بالذكرى 200 المئوية الثانية لميلاد العالم الكبير والمؤرخ حسين فيض خانوف.

وشارك في افتتاح هذا المؤتمر كلا من سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا والسيد واصل شيخ رزايف نائب رئيس الوزراء في جمهورية تتارستان رئيس المجلس الوطني للمؤتمر العالمي للتتار، وسماحة المفتي كميل سميع اللين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان، والبروفسور ضمير محي الدينوف النائب الاول لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية و رئيس معهد موسكو الاسلامي، مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، والدكتور ضمير خير الدينوف نائب مدير صندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلوم.

ويشارك في أعمال هذا المؤتمر اكثر من مائة عالم ومتخصص في العلوم الإسلامية والتاريخ والدراسات الشرقية يمثلون عدد كبير من الجامعات ومراكز الأبحاث في روسيا ومختلف دول العالم

وفي كلمته الافتتاحية، أكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين ان العلوم والتعليم هما جحر الزاوية الذي تقوم عليه التقاليد الإسلامية، ولقد دعانا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى الاخذ بناصية العلم والمعرفة، وكان صلى الله عليه وسلم قدوة للاتباع منذ اللحظة التي انزل عليه أولى الآيات القرآنية، بقوله سبحانه وتعالى:(اقرأ باسم ربك الذي خلق).وحتى نهاية حياته عليه الصلاة والسلام.

فالنبي عليه افضل الصلاة والسلام بالنسبة لنا كمسلمين معلم ومرشد بالمعنى الديني، وهذا التقليد المتمثل في نقل المعرفة والعلوم من المعلم الى المتلقي له أهميته الدائمة ومعناه المقدس. ويتم الحفاظ على العلاقة الموقرة بين المعلم الموجه والطالب كرابطة عاطفية و روحية خاصة مدى الحياة.

فالمعلم الموجه يقوم بنقل المعرفة والعلوم والمشاركة في تكوين الشخصية الأخلاقية للطالب ويشارك في عملية المعرفة العلمية للعالم المحيط والابداع الفكري له.

وأشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين الى ان المسار العلمي للعالم حسين فيض خانوف يعد مثالا حيا على الجمع بين المقاربات التقليدية و الأكاديمية ودليلا على أنه في منتصف القرن التاسع عشر كان رجال الدولة المسؤولون عن التطور العلمي للدولة على دراية بالحاجة الى التعاون بين المدارس الروحية والدينية والمؤسسات الأكاديمية وتعليم الكوادر التي استوعبت تقاليد هاتين المدرستين. واليوم نجد ان هذا النهج تلقى دعما قويا من الدولة واعترف المجتمع، وبفضل هذا النهج يتم دراسة التراث الاسلامي في روسيا في أكبر واعرق الجامعات ومراكز الأبحاث في البلاد ويتم إحياء المدرسة الوطنية للاهوت الاسلامي.

وقد بدات هذه العملية في روسيا ما بعد الإتحاد السوفيتي منذ حوالي 20 عاما.

وأضاف سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين انه كان هناك فهم واضح ان الاسلام والأمة الإسلامية في روسيا لا يمكن ولايحق لها الاكتفاء بتدريس وإعداد رجال الدين الإسلامي فقط، ولكننا نحتاج الى كوادرنا العلمية الخاصة، ومدرستنا العلمية الخاصة التي من شأنها ان تقوم على ارث اسلافنا العظماء.

بدوره، اكد البروفسور ضمير محي الدينوف على ان هذا المنتدى العلمي الدولي يعد حدثا علميا عالميا لروسيا و العالم العربي، وأن المنتدى ياتي بعد عام على احتفال روسيا بمرور 1100 عام على قبول الاسلام رسميا من قبل شعوب بلغار الفولغا، بفضل دعم الدولة وخاصة دعم ومساندة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار البروفسور ضمير محي الدينوف الى الأبحاث المشاركة في المؤتمر مكرسة لدراسة التراث العلمي والمعرفي في مجال العلوم الكلاسيكية في الفقه وأصول الفقه، ودراسة وتحقيق المخطوطات، والدراسات التاريخية والعلوم الإسلامية بمشاركة أكاديمية العلوم.

وعلى هامش المنتدى العلمي الدولي افتتح سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين المعرض الفني المكرس للاحتفاء بمناسبة الذكرى ال 200 لميلاد العالم و المؤرخ حسين فيض خانوف بعنوان: (الولاء للحقيقة)، وذلك في المتحف التاريخي في رحاب الجامعة الفيدرالية الروسية في قازان ضمن إطار المشروع العلمي: التراث الاسلامي في المتاحف الروسية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى