آه يازمن
✍️مرشده فلمبان
عضوة هيئة الصحفيين السعوديين بمكة المكرمة
نحن ياسادة في زمن نشاز لالون.. ولا جمال.. ولا حياة.. هو زمن جل تفاصيله فضائيات وتكنولوجيات مستحدثة.. أجهزة ذكية بأرقى التقنيات.
أجهزة تواصل إجتماعي.. لكن أي تواصل هذا؟ تقنيات نقلت البشرية من جمال الحياة.. وشفافية اللحظات.. ومتعة التواصل ورونقها إلى عالم يزخر بالقلق والتوتر والمعاناة النفسية.. شوهت عذب الأمنيات.. أضحت أمنيات خاضعة لويلات الحيرة والتقوقع..
فعلََا نحن تعساء بتكنولوجيات هذا العصر المذاب في بوتقة الجفاف العاطفي.. هو العصر الذي تعددت فيه أقنعة الزيف وبذاك الكم الهائل من التغيرات والتطورات..
نقلنا زيف الحضارة والمدنية المثقلة بقسوة المتطلبات وسلبياتها من جمال اللقاءات الأسرية وجمع الشمل العائلي البهيج إلى تواصل خال من الإحساس بمتعة اللقاءات..
ألقانا هذا الزيف الحضاري إلى عالم يضج بالفوضوية المجتمعية.. عالم يزخر بسموم النفاق والوجاهة.. والمظاهر الكذابة والتأفف والتملق.. يضج فيه منطق اللاآت.. قتلت المشاعر الجميلة في كثير من وجدان البشر.. هدمت الكيان الإنساني حولته إلى أشلاء ممزقة الأواصر.. كيف خبا وهج تلك الأزمان الناصعة بجمال اللحظات؟ كيف انطفأ ذاك البريق الساطع من أجوائنا؟
تقنيات استباحت كينونة الإنسانية في زحمة الطغيان المادي تجمدت المشاعر.. وتبلدت.. فأين تلك الصور الرائعة التي رسمها الإنسان ولونها بأزهى الألوان بريشة الحب والترابط الأسري المتوهج بالنقاء وشفافية الوجد رغم بساطة الإمكانيات المادية في بعض الأوساط المجتمعية؟
أين هي صور المحبة والعيش السعيد تحت خيمة مخملية تنطق حبََا.. في زمن كان يرفض العبوس والتقطيب.. والتأفف.. والأقنعة الزائفة.؟
كما يبدو لنا أن كل فرد في معظم العائلات منشغل بدنيا عبر أجهزة هي المتهم الأول للإنشغال المستديم عن مجريات الأحداث المحملة بالحب والتعاطف.. والتواصل الذي يخلو من الكدر ومنعطفات القلق .
أتمنى وأتمنى عودة الروح إلى جسد المجتمعات وتسقيها من رحيق السعادة والفرح.. لن تموت أمنياتي في عمق ذاتي.. في أن يبدل الله حالنا وحال زمننا إلى أحسن حال.. ويغلف دنيانا بكل ماهو جميل .