(بالصور) ملتقى سيدي بلعباس للادب الشعبي في طبعته الرابعة

نجاح اخر و رهانات مكتسبة للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي

تغطية : محمد غاني. الان
تصوير : كمال فليج
.
اشرفت  مديرة الثقافة و الفنون لولاية سيدي بلعباس السيدة عواس دليلة بمعية رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي الشاعر الزجال توفيق ومان على افتتاح الملتقى الوطني  الموسوم بملتقى سيدي بلعباس للادب الشعبي في طبعته الرابعة الذي احتضنت فعالياته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد قباطي لولاية سيدي بلعباس من تنظيم مديرة الثقافة و الفنون لولاية سيدي بلعباس و الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي بالتنسيق مع جمعية التراث و الاصالة و الشباب لولاية سيدي بلعباس و تنشيط الاستاذة الدكتورة زينب خوجة تخصص النقد العربي المعاصر بجامعة جيجل .
استهل رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي بعد الاستماع لايات بينات من ذكر الله الحكيم و النشيد الوطني الرسمي الفعاليات بكلمة افتتاحية رحب بها بالحضور  و من الشعراء الذين لبوا دعوة المشاركة ممثلين لـ 18 ولاية من وسط و غرب و شرق و جنوب الجزائر نذكر منها الجزائر العاصمة  و المدية و تلمسان و مستغانم و معسكر و الشلف  و تيارت و البيض و الجلفة و الاغواط و باتنة و تيزي وزو و تندوف.
حيث ذكر ان الملتقى يرمز الى بعث الحركة الأدبية بإعتبار ان الشعر الشعبي هو اساس الإبداع في الجزائر و هو مصدر التأريخ للتورة و المقاومة الوطنية بدليل مواكبة عينة من الشعراء الحركات الوطنية الثورية و السياسية مثل مصطفى بن براهيم ما جعلني أنا شخصيا انادي بالتدريس عن اعلام الشعر الشعبي و الحفاظ عليه كموروث شعري .
.
من جهتها اعلنت مديرة الثقافة و الفنون لولاية سيدي بلعباس السيدة دليلة عواس عن الانطلاق الرسمي لاشغال الملتقى الوطني للادب الشعبي و اعقبته بكلمة ذكرت فيها بان البرنامج الثري الذي سطرته بمناسبة تظاهرة شهر التراث لسنة 2023 جعل من هذه الطبعة جديرة بان نعول عليها كثيرا من اجل اعطاء دفعة جديدة للثقافة المحلية و الوطنية من خلال التراث المحلي الذي اصبح من الضروري الحفاظ عليه و ابرازه للاجيال الصاعدة و التعريف به في كل فرصة تتاح لنا سواء كقطاع للثقافة و الفنون او كمؤسسات تعلمية من جامعات و معاهد او كجمعيات ثقافية و فنانين حيث تزين شهر التراث لهذه السنة بشعارالتراث الثقافي الجزائري و امتداداته الافريقية رغبة منا في ابراز تأثير تراثنا الثقافي على المستوى القاري و تاثره بالثقافة الأفريقية التي تتميز بالتنوع و التميز عن باقي ثقافات العالم و كذلك لتعزيز الحوار و التجانس بين الثقافات في افريقيا و من اجل أن تجعل من التراث الثقافي المحلي و الوطني و الأفريقي على حد سواء في الطليعة و نبرزه وطنيا و دولياكثراث و نعزز دور المجتمع المدني في حماية تراثنا الثقافي باختلاف أنواعه و طبوعه في مختلف المناسبات و ايضا باجتهاد كبير من كل إطارات و موظفي القطاع و هذا ما يجعلني ازف اجمل عبارات الشكر و الامتنان الى كل هؤلاء و من خلالهم الى كل من ساهم في اثراء هذا البرنامج و خاصة الى كل من ساهم في النجاح هذا الملتقى سواء تنظيما او مشاركة .
ثم تلتها كلمة رئيسة جمعية تراث و الاصالة و الشباب  لولاية سيدي بلعباس السيدة قاتر موالجيلالي رشيد التي اشارت  ان مديرة الثقافة و الفنون على فتح باب النشاطات الثقافية على مصراعيه امام المبدعين منذ قدومها على رأس القطاع بولاية سيدي بلعباس و اعطاء الفرص السانحة للجمعيات من أجل تكريس برامجهم الفاعلة .
بعدها إعتلى المنصة  بعض الشعراء المشاركين الذين تداولوا على قراءة قصائد شعرية شعبية غلب على معظمها الطابع الوطني و التراثي منهم الشاعر عبد القادر بلعابد من مدينة سيدي بلعباس الذي اتحف الجمهور بالقاء قصيدة افتتاحية تراثية بعنوان الشهبة ثم الشاعر عبد القادر عرابي من ولاية مستغانم الذي قرا قصيدته الرائعة صرخة ابن شهيد ليتدخل شاعر ولاية تندوف بكلمة تعريفية بالشعر الحساني عززها بقصائد و تقديم لكتابين من انجازاته الاخيرة بعنوان هدارة و الشعر الحساني ليقرا بعده الشاعر طيبي مسعود من الجزائر العاصمة ثم رشيد بومعزة من ولاية ميلة بالشرق الجزائري ثم الشاعر زيادي الصحبي من ولاية بلعباس الذي قرا قصيدته مارس ليقرا الشاعر أحمد طيور من ولاية سيدي بلعباس قصيدة يا رياح العيب.
.
للعلم  الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي قامت عن طريق رئيسها الشاعر الزجال توفيق ومان بتكريم مديرة الثقافة و الفنون لولاية سيدي بلعباس السيدة عواس دليلة عرفانا بمجهودها الكبير و تفانيها في بعث الفعل الثقافي و فتح مجاله واسعا امام المبدعين لتكريس مواهبهم .
اليوم الثاني تواصلت فعاليات الملتقى الوطني بتقديم محاضرات قيمة  ذات الصلة بالادب الشعبي من طرف  الاساتذة الجامعيين المختصين تحت رئاسة و  تنشيط الاستاذ الدكتور محمد زوقاي من جامعة الدكتور يحى فارس ولاية المدية تقدمتهم الدكتورة ليلى صديق الاستاذة بجامعة مستغانم التي اسهبت في اعطاء شروحات مفصلة حول التراث المادي و اللا مادي من حيث اهميته و دوره ونفس الشيء اشار اليه الدكتور صوفيان لشهب من جامعة تيزي وزو مضيفا علاقة الانتربولوجيا و تداخلها بالتراث المادي و اللا مادي و تصنيفاته الاربعة المعهودة فيما ركزت الدكتورة زينب خوجة في مداخلتها على علاقة الادب الشعبي كموروث ثقافي بالتراث ثم احال رئيس الجلسة الكلمة الى الجمهور النوعي الذي أثار النقاش بطرح اسئلة مركزة و أكاديمية أحيانا صبت في مجملها حول علاقة المجتمع بالتراث إجاب عنها المحاضرون بالتناوب متوخين الحقائق الثابتة و البراهين الواقعية و الامثلة المتداولة .
 انتقل المنظمون بالادباء الى حديقة الشهداء وسط المدينة أين القى الشعراء قصائدهم في خيمة نصبت للغرض بحضور مديرة الثقافة و الفنون لولاية سيدي بلعباس و بعضا من السلطات المحلية و رؤساء و اعضاء الجمعيات و المجتمع المدني و جمهور غفير أين استهل القراءات الشاعر شرشار كمال من الجزائر العاصمة بالقاء قصيدته المؤثرة “المرايا” ليليه الشاعر عبد اللطيف جمعي من ولاية المدية بقراءة قصيدة “علاه يا قليبي بكيت” ثم قرأت الشاعرة موالجيلالي قاتر من ولاية سيدي بلعباس و بعدها الشاعر رشيد بومعزة من ولاية ميلة ثم الشاعر عبد القادر بن عثمان من ولاية معسكر الذي اتحف الجمهور بقصيدته المعروفة الموسومة “القواعد النحوية” و قرا الشاعر بن عتو من ولاية سيدي بلعباس قصيدة “الميلود” و قرا الشاعر أحمد أخضري من ولاية الجلفة قصيدة “مازال” اما الشاعر عبد القادر عرابي من ولاية مستغانم فقد اختار تشنيف اسماع الجمهور بقصيدة “الحال” الشهيرة ثم قرأ الشاعر تارب احمد من ولاية الشلف قصيدة اجتماعية .
لتتوقف القراءات الأدبية بتكريم الشاعرين عبد القادر عرابي و مسعود طيبي من طرف الشاعر عبد القادر بن عثمان عرفانا منه و تقديرا لمسارهما الأدبي الطويل الحافل بالمنجزات و الدواوين ملفتا انتباه الحضور للمبادرة التي صفق لها بحرارة لتستأنف الأمسية الشعرية الماتعة بقراءة لنسر الصحراء الشاعر جمال جلالي من ولاية الاغواط  قصيدته ” كاسي ” ثم الشاعر محي الدين قاتر من ولاية سيدي بلعباس ثم الشاعرة ام عمر من ولاية البيض لتختتم الجلسة التي وصفت بالكبيرة بالعودة الى الشاعر العاصمي طيبي مسعود في تقديم بطاقة من اشعاره الملحنة  لتكون الخاتمة بقصيدة ” القدس ” للشاعر محمد غاني من ولاية الشلف . للإشارة  الامسية كانت من تقديم و تنشيط متميز للشاعر طاهر عبد الكريم من الابيض سيدي الشيخ ولاية البيض ليفسح المجال بعدها للشعراء بزيارة معارض متنوعة وطنية و جولة سياحية بأرجاء الحديقة الزاخرة بجمال آخاذ .
.
اليوم الاخير من الملتقى الذي جرت اطواره في قاعة العروض بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد قباطي فقد خصص بقراءة التوصيات المنبثقة عن لجنة  مختصة ترأسها  الشاعر الزجال توفيق ومان و الاستاذ الدكتور محمد زوقاي مقررا و الاستاذة الدكتورة ليلى صديق عضوا و الدكتورة زينب خوجة عضوا و الدكتور صوفيان لشهب عضوا و الأستاذ كمال فليج عضوا التي اوصت بالاستمرار في تكريس مثل هذه الملتقيات الأدبية وطنيا و حتى مغاربيا و تثمين الجهود المبذولة و ترجمتها على الارض .
علما بأن سلسلة من الملتقيات الأدبية الوطنية سوف ثقوم الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي بتنظيمها في عدد من الولايات منها الطارف و الشلف و تيارت قريبا لتختتم فعاليات الملتقى بتقديم شهادات مشاركة للمبدعين و للمنظمين تثمينا و تقديرا لهم لانجاح الملتقى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى