*عش حياتك بعفوية*

✒️ صَالِح الرِّيمِي :-

من واقع الحياة التي عشتها وجدت أن التغاضي والتجاهل والترفع عن الهفوات يورث راحة البال وصلاح الحال وطمأنينة النفس، وكثيرًا ما يكون التجاهل والتغافل مغلاقًا لباب الشر ودحرًا للشيطان ورجمًا لنزغاته..
من الطرافة أن رجلًا كان ذو لحية طويلة، فسأله أحد أصدقائه يومًا قائلًا: إذا أويت إلى فراشك للنوم تضع لحيتك تحت اللحاف أم فوق اللحاف؟!
فقال الرجل ذو اللحية الطويلة: لا أدري ولي 60 عامًا أنام ولم يخطر ببالي بهذا السؤال؟

يقول الرجل ذو اللحية الطويلة: فلما جاء الليل أويت إلى فراشي لأخلد للنوم، تذكرت سؤال صديقي فكان إذا وضعت لحيتي تحت اللحاف أزعجتني، وإذا وضعتها فوق اللحاف شعرت بالبرد فلم أستطع النوم في تلك الليلة من كثرة التفكير بلحيتي الطويلة أين أضعها؟ انتهت القصة..
هل كان على هذا الرجل التعمق إلى هذا الحد في التفاصيل الصغيرة لطول لحيته؟
مما جعله حزينًا بائسًا تلك الليلة وهو في عز سعادته ومرحه، ومتعايش مع حياته، فقط لأنه فكر في سؤال صديقه أو لاحظ نظرات الآخرين أو حركاتهم أو كلماتهم وحللها وفصلها رغم أنه كان بالإمكان تجاهل السؤال.

هناك الكثير من أمور حياتنا كنّا متعايشين معها حتى يأتي أحدهم ويلخبطها عليك رأسًا على عقب، وكثيرًا هي المواقف التي تمر بنا في رحلة الحياة دون تركيز منّا ولا تدقيق في تفاصيلها، فيكون مرورها خفيفًا ومريحًا، لكن حينما ندقق في تفاصيل الموقف، تبدأ الأفكار والوساوس تراودنا، فنتعب من كثرة التفكير ولا نستطيع أن نجد الراحة والطمئنينة التي كنّا نجدها من قبل..
ببساطة عش على طبيعتك وعفويتك، فهو أجمل ما يكون المرء عليه أن يكون على طبيعته المعتادة، وعدم التكلف، فالنجوم يراها الناس بعيدة كل البعد إلا أننا بالنظر نجدها قريبة منّا، بشكل يذهلنا لأننا لا نراها بأعيننا بل نراها بقلوبنا ونشعر بها أيضًا.

*ترويقة:*
إذا أردت أن تعيش سعيدًا فلا تحقق ولا تدقق ولا تتعمق، تغابي وتغاضي وتغافل وتجاهل وغض الطرف عن صغائر الأمور، فتسعة أعشار السعادة في التغافل، أرفع الأحجار من طريقك وامض بسلام، وإذا حققت ودققت فأحسن الله عزاءك في صحتك ونومك وعملك وبيتك وأسرتك وأصدقائك وأقربائك وحياتك.

*ومضة:*
التدقيق في أتفه التصرفات! قد يهوي بك إلى الجنون! لذا، تغافل مرة، وتغابى مرتان، إما أن تحقق وتدقق ولا تتغاضي وحتما ستنفعل وتغضب وتتوتر، وترهق أعصابك وتفكيرك وتعكر صفو حياتك، وإما أن تتجاهل وتتغابي وتتغافل وحينئذ ستعيش سعيدًا هادئ البال.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى