(كييف) النواة الأولى لتكوين روسيا قبل 11 قرن ومركز صراع موسكو على سيادة أوربا وغلبة الحلف الأنجلو سكسوني
الآن
تأسَّست روسيا على يد “السلافيِّين الشرقيِّين” في القرن التاسع الميلاديّ، ويُعَدّ كتاب (التاريخ الأوَّلِي) أقدم كتاب يتحدّث عن روسيا، حيث ذُكِر فيه أنّ مدينة كييف تأسَّست في عام 1111م، وذلك عندما تقاتلَت الجماعات السلافيّة في مدينة نوفغورود، وعندها طلبوا من إحدى قبائل الفايكنج التي تعرَف باسم (رجال الشمال) أن تحكمَ المنطقة، وتنشرَ الأمن بينهم، وتمّ إطلاق اسم (الروس الفارانجيِّين) عليها، وقد أخذ الروس اسمهم من هذه الجماعة، وعندما وصلت العائلات الفارانجيّة إلى نوفجورود بزعامة روريك في عام 862م، استقرّت بها، ومن بعدها عُرِفَت المنطقة باسم أرض الروس.
وفي القرن العاشر الميلاديّ تأسَّست سُلالة الحاكم روريك، كما بدأ العصر الذهبيّ بحُكم الأمير فلاديمير الأكبر، حيث حوّل كييف الروسيّة إلى النظام المسيحيّ البيزنطيّ، وأصبحت نصرانيّةً، أمّا أهمّ ما حدث في القرن الحادي عشر، هو أنّ كييف الروسيّة وصلت ذروتَها، وأصبحت مركزاً سياسيّاً، وثقافيّاً في أوروبا الشرقيّة، تحت حُكْم ياروسلاف الحكيم.
سيطرة المغول على روسيا:
غزا المغول أو جيوش التتار روسيا، ودمّروا العديد من المُدن فيها، وبذلك يكون المغول قد أنهَوا سُلطة كييف الروسيّة، حيث استمرَّت سيطرة المغول على روسيا منذ عام 1237 وحتى عام 1240م، ومن الجدير بالذِّكر أنّ التتار أسّسوا الإمبراطوريّة الروسيّة القبليّة في جنوب روسيا، وفي القرن الرابع عشر الميلاديّ تغلَّب إيفان الأوّل على التتار في إمارة تفير، وفي القرن الخامس عشر الميلاديّ بدأت حملة جَمْع الأراضي؛ حيث اتَّبع أمراء موسكوفيتش سياسة تجميع الأراضي الروسيّة، وهي الأراضي السلافيّة الشرقيّة، وفي عام 1480م انتهت سيطرة المغول على روسيا بانتصار إيفان الثالث عليهم، أمّا في عام 1547م فقد اعتلى إيفان الرابع العرش ليصبح بذلك أوّل قيصر لروسيا، وفَرَض الإدارة المركزيّة، والانضباط العسكريّ، وأعلنَ انقلابَه على النُّبلاء.