مستشار ومساعد الرئيس العام للشؤون النسائية في المسجد الحرام: “يوم بدينا” بدَت للعزِّ أنوارُهُ، و بدأت للمجدِ أطوارُهُ، ورُفعَ للحقِّ والعدلِ شعارُهُ
مكة المكرمة – فاطمة العتيبي :-
قالت مستشار ومساعد الرئيس العام للشؤون النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود، بمناسبة يوم التأسيس: تُقاسُ الأمجادُ بأصالةِ الماضي، و نَصَاعةِ الحاضرِ، و بريقِ المستقبلِ. و إنّ دَيْمُومَةَ الصُّعودِ، والتَّسامقِ لهي الإثباتُ بالدَّليلِ الدَّامغِ على القُوَّة، والعزّة، و تسنّم أفلاك المجدِ و العلياء. وبقوَّة الجذورِ و رُسُوخِها عبر الزَّمن تُعرَفُ عَراقةُ الأممِ و قصصُ وقوفها حصنًا حصينًا في مواجهةِ متغيِّرات الأيّامِ العاتية .
و لأنّ العظماءَ يُدركونَ أهميّة الارتكاز على الأساس؛ عُيِّن تاريخُ الثاني والعشرينَ (٢٢) من فبراير من كلِّ عامٍ يومًا للتّأسيسِ والاحتفاءِ به ، بأمرٍ أصدره سيِّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله- إذ يُعدُّ مناسبةً وطنيّة و ذكرى نديّة؛ تأخذ بيد الأجيال ليتنفّسُوا عَبقَ الماضي التَّليد، و يعلموا عن تاريخ أجدادٍ صنعوا الأمجاد، و عمروا البلاد، و أزالوا الأحقاد، في نسقٍ شائقٍ بِسَرْدِ أحداثٍ جسيمةٍ، و انتصاراتٍ عظيمةٍ، خشيةَ اندثارِ رسومِها في أذهان الأوّلينَ، و جهلِ علومِها في فكرِ النَّاشئينَ .
المجدُ شعَّ ابتداءً من تولِّي الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الحكمَ في الدِّرعيّة، ثم حملَ الرّايةَ سِبطُهُ الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود-رحمه الله- ليكمل مسيرة جدّه. وامتدّ التاريخ الأغر للدولتين السعوديّة الأولى والثانية متعاقِبًا بينَ أبناء وحفدةٍ إلى أن سطعَ نجمُ مؤسس الدولة السعوديّة الثالثة المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الَّذي صاغَ مآثرَ سار بها الرُّكبان، و بطولاتٍ تحلّى بها جيدُ الزّمان، وأثنى عليها كلّ لسانٍ حتى غدت أسطورةَ ذلك الأوان، واستمرّت إلى الآن. الملكُ المؤسِّس أقام على العدل دولته، و أحيا بالشجاعةِ صولته، وانطوت على تقوى الله سريرته، فأرسى دستورًا على كتاب الله وسنة نبيّه، و وحّدَ وطنًا في نظامٍ متآلفٍ. و جيلاً بعد جيل سار على خطاه أبناؤه الملوك البررة الذين امتازوا بشرف العنصر و هيبة المنظر ، وصولاً إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- ووليِّ عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمّد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله- الأوفر حظًّا من مغنمِ الطُّموحِ المدروسِ بلا ارتجال، و الأكثر شغفًا بتحسين الحال الرّامي إلى تنعّم البال، بعقله البارع، و إدرار ضُرُوعِ المنافع، فأنارت به نجوم المعالي شموسَها في تقدّم، و تجدُّد، و تطوّر باذخٍ، و حضارةٍ يقودها عزمٌ راسخ، فاتجهت الأنظارُ نحو المملكة العربيّة السُّعوديّة. كيف لا؟ و هي التي نَمَت و عَلَت و تسنّمت عنان السماء بالرؤيةِ الطَّموحة متينة الآصار، فأصبحت قطب المدار لهذا العالمِ المتحول سريعًا نحو التقنية والإنجاز والإبهار و التطوير والنهضة و الإعمار .
“يوم بدينا” بدَت للعزِّ أنوارُهُ، و بدأت للمجدِ أطوارُهُ، و رُفعَ للحقِّ والعدلِ شعارُهُ. حمى الله هذه البلاد الطاهرة على مرِّ العصور، و حرسها شامخةً، عزيزةً، منيعةً، ، وزادها شرفًا و رفعةً و عظمةً بخدمةِ الحرمين الشريفين وزائريهما، تحت رايةِ قيادتها الرشيدة السديدة، ولُحمة شعبها ووطنيّتهم العتيدة .