سلام للبشائر سلام
✍مقال : إسحاق الحارثي :-
هاتف البشائر دعانا فستجبنا مسرعين ملبين الدعوة الكريمة المقدمة لجمعية الصحفيين العمانية من دائرة ميدان البشائر للهجن، ومن حسن الطالع والحظ أن أحظى بهذه الفرصة السانحة الطيبة وأكون أحد أعضاء الجمعية مابين أساتذة وزملاء كُتب لي أن أسجل اسمي بينهم ضمن هذه الزيارة .
ما إن يخطر ببالك أن تزور ميادين سباقات الهجن فأول ما يدور في خُلدك، البادية وما حولها بحكم ارتباطات هذه الرياضة العربية الأصيلة المتفردة والمشهورة بأبناء البادية و بنا كعرب، تليها تبدأ تستجمع ذاكرتك المتشتتة المتشردة القديمة من مشاهد وصور ومتابعات تستحضرها منذ حقبة ثمانينات القرن الماضي ويبدأ المشهد التراجيدي القديم يعود بك للماضي كيف كانت بداية هذه السباقات وأين وصلت الآن، ويستمر بك الشريط في الدوران وأنت تستحضر بدايات النقل التلفزيوني ومواكبته لهذه الرياضة لأجل تعريف المُشاهد في شتى بقاع الأرض عن تاريخ هذا الموروث الشعبي الأصيل الذي اشتهرت وتشتهر به دولنا العربية وبالأخص دول الجزيرة العربية التي أولت اهتمامها بهذا الإرث الطيب منذ قديم الزمن وتعاقبت عليه أجيال أباً عن جد من أزل الأزل إلى أبد الأبد .
“تريونا” والبشائر “ملتجانا” كما يحلو لأهل وأبناء البادية نطق تلك المفردات، تستقبلك ولاية أدم العريقة بمحافظة الداخلية وعلى طول الطريق المؤدي إلى ميدان البشائر لسباقات الهجن تتنوع اللافتات التي تحمل عبارات ومعاني الترحيب بالزوار وبأهل الأبل لحضور المهرجان السنوي السادس لسباقات الهجن العربية الأصيلة، وهذا ليس بغريب على أبناء البادية الكرام فقد عُرفوا بهذه الصفات الحميدة، فما أن تطأ قدماك مواطنهم فأنت ضيف مرحب بك على الرحب والسعة فإكرام الضيف لديهم مكانة عظيمة وسمة من السمات التي يتمسكون بها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
قطاع الإبل والهجن أضحى اليوم قطاعاً هاماً يشكل جزءًا من الروافد الاقتصادية للدول والتي ينعكس مردودها على الأفراد المهتمين بهذا القطاع فهو ليس مقتصراً على تنظيم المهرجانات والسباقات فقط بل اتسعت رقعته لتشمل شريحة كبيرة ودائرة عريضة لا تعد ولا تحصى تعتمد على هذه المنظومة، لا شك اليوم أن الدعم السخي من لدن الجهات الحكومية الرشيدة محل إجلال وشكر وتقدير وعرفان لدى جميع من ينتفعون بتلك المكارم في هذا الجانب بل أصبح ينظر إليه ويُعول عليه كل من له صلة بهذا القطاع .