لحظة خاصة
✍ طيبة الرمحي – سلطنة عمان
مساءُ الأمس عند الساعةِ العاشرة حُبًا والنصف عناقًا في غضون لحظة بزغ مُحياهُ قُبالة وجهي ،أكادُ أجزمُ أنه كان قدرنا أن نلتقي ،تدحرج قلبي سريعًا خارج قضبان صدري ،صيحاتُ فرحٍ بجوفي ،تعيشُ بي ،يسترقُ النظر بملامحي ،كم أرغب بالضحك ابتهاجًا ولكني دستتُ فمي ربكةً من ردة فعله ،ماذا أفعلُ بجسدي يكادُ يسقُط من السعادة ،أشعرُ جدًا أني بحاجة أن أتشبث بشيءٍ ما ،
هتف لي قائلًا:جال في ذهني سؤال ،هل لي بجوابك عزيزتي ؟!
أومأتُ ب:لك ذلك عزيزي
شخذ نظره بي ،أمطرتُ أنا عرقًا وكأني غصنٌ امتلأ بالماء ،أرتجِفُ كلي، ماذا عساهُ يودُ القول ،جهازي العصبي مُتيقظًا …
بعد حفنة دقائق أهداني عناقًا اختطفني إلى صدره ،تفوحُ منه رائحةُ الورد ،ملمسهُ بارد ،
أنفاسهُ بأذني ،هزاتُ روحه تدقُ قلبي ،نصبحُ واحدًا ،شعرتُ بالحبِ يتدفق مني نحوهُ ومنهُ نحوي كتدفق الدم إلى الجسد ،وكأنه سكر ومطر الآن وفي كل آن .جثونا معًا ،حدقنا نحو أفلاك أعيُننا،أكادُ أن أقسم لكم أن السماء تُقيمُ احتفالًا لنا والدنيا ترقصُ فرحًا،أبسُطُ ذراعيّ على عيني،أنامُ بضع دقائق وعشر وكأن ما حدث كان حلم أو واقع خيال ،أتسائل أ أفتحُ ستائر مُقلتي لأتأكد إن كان هو بحذوي أم بعيد عني ؟
ما إن فتحتُ عيناي إلا وجدتهُ مُحدقًا بي ،يصغي إلي،يلمسُ خدي،ابهامهُ تداعبُ كفي تعانقت أصابعنا كشبكةِ عنكبوت،تشبثتُ به وعقدتُ ذراعي به،لففتهُ حتى أحسستهُ مني،مزاياهُ كثيرة يا إلهي لا أظنُ أني سأتمكنُ من احصائها،شامةٌ صغيرة متوارية في تجويف عُنقه على الجانب،جسدهُ دافىء وكأنهُ خُلق ليكون مدفأي،عظام ترقوته بارزتان رقيقتان،ويمتلكُ خدان غائرتين،أودُ أن أُكور نفسي داخل حضنه ك كومة قش،أخذ كُل جزء منهُ ودسهُ بجانبي داخل أحشائي،
قال لي:أنتي خاصتي وخُلقتي من أجلي وستكونين بإسم محبوبتي ومملكتي،حبيبتي مولودنا الأول اسميتهُ | حُبًا | جاء هو في لحظةٍ خاصة أطفأ لهيبي،وغسل كل غضبي بالماء،لَكَمَ الحياة وما فيها عندما صرخ بأعلى صوته قائلاً: بابا ،وصفع وجهي حينما ارتعشتُ في فراشي ظنًا مني اني فقدتُ نفسي،وهبني هو عناقًا.
جميلتي تستحقين أنتي نبرة حُب خاصة ويستحقُ ابني كل الهوى.