*حتى لا يبرد الحب*

✒️ صَالِح الرِّيمِي :-

أحد أكثر الأخطاء تكرارًا والتي نتعايش معها في حياتنا، هو ذلك الخطأ المتعلق بعدم البوح بالمشاعر الجميلة والأحاسيس الوجدانية تجاه من نحب، ولهذا أصبح معظمنا يعتقد أنه ما دام يحب شخصًا ويحمل له مشاعر طيبة، فإن هذه المشاعر ما تلبث أن تُعلن عن نفسها بنفسها، وأن الشخص الآخر إن لم يرها فهو مخطئ ولا يقدر قيمة المشاعر النبيلة التي يكنها له الشخص .
المشاعر الجميلة تجاه من تحب تحتاج إلى تحريك الأحاسيس الراكدة في عمق الفؤاد لتسيل الكلمات الجميلة على اللسان وتسمعها الأذن ويرفرف لها قلب المحبوب في كل حين، ولهذا أحدثكم اليوم عن حوار قصير جداً، يُنِمُّ على أننا نعيش جفافا في المشاعر في بيوتنا وأحاديثنا ولقاءاتنا .

بعد انقطاعٍ دام لأشهرٍ، خطر ببالي صديق، فاتصلت به مباشرة، ودار هذا الحوار بيني وبينه،حيث أني قبل الخوض في غمار المحادثة وبعد السلام أعلنت عن حبي ومودتي لصديقي العزيز، وبهذا النص قلت له؛ (هلا حبيبي ،، والله وحشتني ،، من زمان ما سمعت صوتك ،، أود أن أراك قريبًا) .
صمت برهةً من الوقت وكأنه مصدوم من كلماتي وإعلان حبي له. بادرني بغضب قائلًا: “كأنك غلطان في الرقم، هذه الكلمات المشاعرية تقولها لزوجتك فقط، وليس لي أنا، فلو سمحت أنا رجل! وآخر مرة أسمع منك مثل هذه الكلمات”، غيرت الموضوع وانتهى الحوار ولم تنتهِ المكالمة .

قرأت أن علماء النفس يُحذرون من الوقوع في جفاف المشاعر تجاه البعض، ولازالت مدارس علم النفس تؤكد أنه يجب تعليم وتدريب اللسان بالبوح الجميل عن المشاعر والأحاسيس والكلمات اللطيفة، ويحذرون من الاتكال على أن المشاعر الجميلة الطيبة الساكنة في القلب ستعلن عن نفسها وحدها بدون بوح .
إننا اليوم نعيش في زمن ندر فيه البوح بالكلم الطيب، والاعتراف بالجميل من المشاعر والأحاسيس التي تسكن الوجدان وخاصةً بين كثير من الأزواج والزوجات تجدهم اليوم يدمنون الصمت تجاه عواطفهم، وحجتهم بقولهم: “إنه يعرف أنني أحبه”.! ولا يدركان أن المعرفة شيء، والبوح شيء آخر تمامُا .

*ترويقة:*
جاء رجل للرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبره أنه يحب فلان من الصحابة، فسأله النبي: هل أخبرته؟ أي هل قلت له أنك تحبه، وعندما أجابه الرجل بالنفي، قال له النبي عليه السلام: إذن اذهب وقل له أنك تحبه، ثم التفت النبي إلى أصحابه وقال: (إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ).

*ومضة:*
حتى لا يبرد الحب!! يحتاج إلى اعتراف وبوح وتأكيد.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*