*كل القلوب للعراق تميل*
كتب : إسحاق الحارثي
مرت الأيام سريعاً عشنا خلالها أجمل اللحظات والتفاصيل التي تعيشها مدينة البصرة العراقية التي احتضنت بكل رحابة صدر وبكل كرم وسخاء وحسن استقبال وضيافة وبكل ود ومحبة وإخاء بطولة كأس الخليج العربي في نسختها ال ٢٥ والتي لم تقتصر على لعبة كرة القدم فقط بل نقلت لنا الحياة العراقية الكريمة بتفاصيلها اليومية وذكرتنا بتاريخ العراق وبموروث الحضارات العراقية العظيمة المتعاقبة ومدى ارتباط المواطن العراقي وعشقه المكنون لوطنه العراق، تابعنا كل هذه التفاصيل داخل الملعب وخارجه شاهدنا انتماء ووفاء المواطن العراقي لأرضه ولوطنه ومدى حبه وارتباطه ومؤازرته لمنتخب بلاده حضر من كل العراق
في سابقة لم تحدث من قبل من حيث الأرقام التي سجلتها إحصائيات حضور المشجعين لأرضية الملاعب والجانب الذي لا يمكن أن يحدث في بلد ما أن يكون المنتخب العراقي يخوض مباراة مصيرية وهامة والملعب ممتلىء عن بكرة أبيه نجد في الجانب الآخر ملعب أخر تقام به مباراة أخرى طرفيها غير المنتخب العراقي وتشاهد الجمهور العراقي تكتض به المدرجات مسجلاً سابقة من نوعها تحمل رسالة فحواها “قلوبنا في جذع النخلة ولا نريد أن نترك فراغ في ملعب الميناء”
بالأمس احتفلنا بافتتاح بطولة كأس الخليج العربي ال ٢٥ بالبصرة وها نحن اليوم نحتفل بختام هذا الجمع واللمة الخليجية الغير مسبوقة بل المميزة عن كل النسخ السابقة من بطولات كأس الخليج العربي على صعيد كل الجوانب التنظيمية والإدارية والفنية واللوجستية والجماهيرية.
هذه اللوحة التي قدمها شعب العراق العظيم والكريم لأشقائه وضيوفه بالبصرة التي رسمت الفرحة والبسمة على كل من تواجد بالبصرة بشكل خاص أو بالعراق بشكل عام وتأثر بسحرها كل من تابع البطولة ولامس مدى محبة الشعب العراقي لأشقائه من دول الخليج العربي، هذا الحب النابع من صفاء قلوب الشعب العراقي العظيم والكريم والمضياف.
اليوم وقبل المباراة الختامية أقل ما نملكه في رد هذا الجميل والعرفان للشعب العراقي هو أن نكون مع الشعب العراقي لكي نرسم ونجسد فرحة ينتظرها قرابة ٤٢ مليون مواطن عراقي أو أكثر وبكل أطيافه وأعراقه وأديانه داخل العراق وخارجه، لنسعد هذا الشعب مثلما احتضنونا وأسعدونا وأفرحونا ونقف بجانبهم ونكون عاملاً مساعداً في نسيانهم للأحزان والمآسي التي مروا بها طيلة السنوات الماضية فقد حان الوقت وآن الآوان من خلال هذه البطولة أن نشاركهم هذه الفرحة .
الرياضة بشكل عام أو كرة القدم بحكم أنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم دائماً تدخل الفرح والبهجة والسرور بين الشعوب ولا تقتصر على فئة معينة من الأعمار حيث تخترق كل القلوب بل تكون مصدر لتوحيد الشعوب فنتمنى للعراق أن يتحد من خلال هذه الملحمة الوطنية الكبيرة التي عاشها العراق خلال هذه الفترة وأن تستمر وتتواصل هذه الفرحة الكبيرة ويسعد بها الشعب العراقي ويستحضرها بين الحين والآخر لتكون فأل خير يستبشر به العراقيون نحو آفاق ورؤى مستقبلية تحمل ما يتمناه الشعب العراقي له ولوطنه.
لم تتبق سوى خطوة واحدة لحسم لقب بطولة خليجي ٢٥ بالبصرة وإذا ما توج المنتخب العراقي باللقب الذي غاب عنه منذ ٣٥ عاماً بالتحديد في العام ١٩٨٨م حينما حقق اللقب بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية فتأكدوا بأنه لقب هذه البطولة والكأس ذهبت لمن يستحق أن يفوز ويتوج ويفرح بها، وأن أول من سوف يفرح للعراق ويهنئهم في أرضية الملعب هم أشقاؤهم لاعبو المنتخب العماني ومن خلفهم الجماهير العمانية الموجودة في البصرة والتي سوف تحتفي بهم وتحتفل بينهم في كورنيش شط العرب وشط البصرة وفي كل بيت بسلطنة عمان من مسندم لظفار .